للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: تروحي وائتي مكانًا أجدر من غيره بأن تقيلي فيه.

ويجب تقديم "من" ومجرورها عليه (١)، إن كان المجرور استفهامًا (٢)؛ نحو: أنت ممن أفضل (٣)؟ أو مضافًا إلى الاستفهام؛ نحو: أنت من غلام من أفضل؟ وقد تتقدم في غير الاستفهام؛ كقوله:

فأسماء من تلك الظعينة أملح (٤)

وهو ضرورة.

فقام ذلك مقام التأبير، فاستغنى عنهم.

الشاهد: - في "أجدر أن تقيلي"؛ حيث حذف "من" والمفضل عليه مع "أفعل"؛ وهو صفة لموصوف محذوف. وذلك قليل.

هذا: وقد ظن بعضهم أن الشاعر يخاطب بهذا ناقته، وأنه يطلب منها الصبر على مشاق السير في وقت الرواح المقابل للغدو، وأن تقيل في وقت الظهيرة، وعليه تقدير المصنف. ولكن هذا لا يتناسب مع ما قبل هذا البيت وما بعده؛ وقبله:

تأبري يا خيرة الفسيل … تأبري من حنذ فشولي

إذ ضن أهل النخل بالفحول … تروحي أجدر أن تقيلي

والصحيح ما ذكرنا، وقد ذكره الفيومي في "المصباح المنير".

(١) - أي على "أفعل" وحده، دون تقديمها على الجملة كلها.

(٢) - ذلك لأن الإستفهام له الصدارة في الكلام.

(٣) - الأصل: أنت أفضل ممن؟

(٤) - عجز بيت من الطويل، لجرير الشاعر الأموي، وصدره:

إذا سايرت أسماء يومًا ظعينة

ومثل قول ذي الرمة، الشاعر الأموي:

ولا عيب فيها غير أن قطوفها … سريع وأن لا شيء منهن أطيب

اللغة والإعراب: - سايرت: سارت وصاحبت. ظعينة: الظعينة الهودج كانت فيه امرأة أولا، والجمع: ظعن وظعائن، وهي أيضًا: المرأة ما دامت في الهودج. والمراد هنا: المرأة مطلقًا. أملح: أحسن؛ من ملح؛ كظرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>