للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله:

لو قلت ما في قومها لم تيثم … يفضلها في حسب وميسم (١)

أصله: لو قلت "ما في قومها أحد يفضلها"، لم تأثم فحذف الموصوف؛ وهو "أحد"، وكسر حرف المضارعة من "تأثم"، وأبدل الهمزة ياء، وقدم جواب "لو" فاصلاً بين الخبر المقدم؛ وهو الجار والمجرور، والمبتدأ المؤخر، وهو "أحد" المحذوف (٢)، ويجوز حذف النعت إن علم؛ كقوله تعالى: ﴿يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾؛ أي كل سفينة صالحة (٣)، وقول الشاعر:

فلم أعط شيئا ولم أمنع (٤)

(١) بيت من الرجز، نسبه ابن يعيش إلى الأسود الحماني، يصف امرأة. ونسبه سيبويه إلى حكيم بن معية الربعي، راجز إسلامي، كان معاصرا للعجاج.

اللغة والإعراب: لم تيثم: لم تأثم، أي لم تقع في الإثم، وكسرت التاء على لغة، وقلبت الهمزة ياء لسكونها إثر كسرة. يفضلها: يزيد عليها. حسب: كل ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه. ميسم: وسامة وحسن. "لو" شرطية غير جازمة. "قلت" فعل الشرط. "ما" نافية. "في قومها": جار ومجرور خبر مقدم لمبتدأ محذوف؛ أي أحد. "لم تيثم" جواب الشرط. "يفضلها" الجملة صفة لأحد المحذوفة. "في حسب" متعلق بيفضلها.

المعنى: لو قلت: إنه ليس في قوم هذه المرأة أحد يفضلها ويزيد عليها في عراقة النسب والجمال، لم تكن كاذبات في قولك.

الشاهد: حذف المنعوت وهو "أحد"؛ وهو بعض اسم مقدم مجرور بفي؛ وهو "قومها"، وقد قدره المصنف.

(٢) وقدر المبتدأ مؤخرا؛ لأنه يجب تقديم خبر النكرة عنها بظرف أو جار ومجرور مختصين.

(٣) بقرينة قوله تعالى: ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا﴾. وهنالك قرينة أخرى؛ وهي: أن الملك الغاصب لا يغتصب ما لا نفع فيه. الآية ٢٩ من سورة الكهف.

(٤) عجز بيت من المتقارب؛ للعباس بن مرداس السلمي، أحد المؤلفة قلوبهم من أبيات قالها يخاطب النبي حين وزع غنائم حنين، فأعطى قوما من المؤلفة قلوبهم، من

<<  <  ج: ص:  >  >>