للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِين﴾.

ولا يجوز تثنية "أجمع"، ولا جمعاء، استغناء بكلا وكلتا (١)؛ كما استغنوا بتثنية "سي" عن تثنية سواء (٢)، وأجاز الكوفيون والأخفش ذلك؛ فتقول: جاءني الزيدان أجمعان، والهندان جمعاوان.

توكيدا؛ فإن معناها على الحال يكون مجتمعين؛ أي في حال اجتماعهم وعدم تفرقهم وعلى التوكيد، يكون معناها الشمول والإحاطة.

وينبغي ملاحظة ذلك عند الإعراب؛ قال الناظم:

ودون كل قد يجيء أجمع … جمعاء أجمعون ثم جمع*

(١) قيل: إنما يصح الاستغناء بذلك، إذا قصد شمول الأفراد، أما إذا قصد شمول أجزاء الأفراد؛ كما في اشتريت المنزلين أو الحديقتين، فإن "كلا" و"كلتا" لا تفيده.

(٢) فقالوا: سيان، ولم يقولوا: سواءان إلا نادرا. وهذا رأي جمهور البصريين، وفي ذلك يقول الناظم:

واغن بكلتا في مثنى و"كلا … عن وزن "فعلاء" ووزن "افعلا"**

أي استغن بكلتا وكلا في المثنى عن تثنية "أجمع" و"جمعاء فلا تقول: أجمعان، ولا جمعاوان، رفعا، ولا أجمعين ولا جمعاوين، نصبا وجرا.

هذا: وجمع ألفاظ التوكيد المعنوي معارف، بإضافتها إلى الضمير الرابط، و"أجمع" وفروعه معارف بالعلمية؛ لأن كل لفظ منها علم جنس على الإحاطة؛ ولهذا لا يجوز نصبها على الحال، وتمنع من الصرف، كما سيأتي في موضعه.

وإذا تعددت ألفاظ التوكيد فهي للمتبوع، وليس الثاني توكيدا لما قبله، ولا يجوز فيها القطع، ولا عطف بعضها على بعض، ولا يجوز حذف المؤكد "المتبوع" على الحصحي؛ لأن الحذف ينافي الغرض من التوكيد. وأجاز بعض النحاة الحذف إذا كان المؤكد ضميرا


* "ودون" ظرف متعلق بيجيء أو في موضع حال من أجمع وما عطف عليه، وهو مضاف إلى "كل" "قد" حرف تقليل. "أجمع" فالع يجيء، وما بعده معطوف عليه بعاطف مقدر، فيما عدا الأخير.
** "واغن" فعل أمر؛ أي استغن. "بكلتا في مثنى" متعلقان باغن. "وكلا" معطوف على كلتا. "عن وزن" جار ومجرور متعلق باغن. "فعلاء" مضاف إليه. "ووزن" معطوفة على "وزن" قبله. "افعلا مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>