(٢) عجز بيت من الوافر، لمسلم بن معبد الوالي الأسدي، وقيل: هو لرجل من بني أسد لم يعين. وصدره:
فلا والله لا يلفي لما بي
اللغة والإعراب: لا يلفي: لا يوجد من ألفى، إذا وجد. لما بي: أي للذي بي. "فلا" الفاء عاطفة، و"لا" زائدة لتوكيد القسم. "والله" حرف قسم وجر، ولفظ الجلالة مجرور به، والجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف. "لا" نافية. "يلفي" فعل مضارع للمجهول جواب القسم. "لما" اللام جارة، وما اسم موصول، والجار والمجرور متعلق بيلفي. "بي" متعلق بمحذوف صلة. "ولا للما بهم" ولا معطوف على ما قبله، واللام الأولى في "للما" جارة، والثانية توكيد للأولى، وما اسم موصول، وبهم متعلق بمحذوف صلة. "أبدا" ظرف متعلق بيلفي. "دواء" نائب فاعل يلفي.
المعنى: يقسم أنه لا يوجد للذي به من الموجودة والألم. ولا الذي عند خصومه من الحقد والضغينة علاج، وليس هنالك أمل في المودة والمصالحة وإزالة الأحقاد والضغائن، بعد أن تفاقم الخطب وعظم الخلاف.
قيل: إن السبب في هذه القصيدة التي منها هذا البيت، أن مسلما كان غابئا، فكُتبت إبله لعامل الزكاة، فظن أنه فعل به ذلك كيدا، ومنها قوله:
بكت إبلي وحق لها البكاء … وفرقها المظالم والعداء
الشاهد: في "للما" فإن اللام الثانية فيها توكيد للأولى الجارة، ولم يفصل بينهنما فاصل، مع أن اللام ليست من أحرف الجواب. وهذا شاذ بالغ الشذوذ؛ لأن الحرف المؤكد موضوع على حرف هجائي واحد لا يكاد يقوم بنفسه، ولو جاء على ما يقتضيه الصواب لقال:"لما لما بهم".