(٢) حجتهم: أن عطف البيان -كاسمه- يقصد به البيان والإيضاح، والنكرة مجهولة، والمجهول لا يعين المجهول، ويقول المجيزون: إن بعض النكرات قد يكون أخص من بعض؛ فلا مانع من أن يبين الأخص غيره، والتخصيص نوع من البيان والإيضاح، وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:
العطف أما ذو بيان أو نسق … والغرض الآن بيان ما سبق
فذو البيان تابع شبه الصفه … حقيقة القصد به منكشفه*
أي أن العطف ينقسم إلى نوعين: عطف بيان، وعطف نسق، ونحن الآن في صدد تعريف وإيضاح عطف البيان؛ وهو: تابع يشبه الصفة؛ أي النعت؛ إلا أن بينهما فرقا؛ وهو أن عطف البيان يبين حقيقة متبوعه ويوضح ذاته نفسها، أما النعت فيبين معنى عارضا، وصفة من صفات الذات كما بينا.
(٣) ويجوز فيه القطع كالنعت، وقد سبق إيضاح ذلك فارجع إليه.
(٤) الصحيح أن هذا هو الأغلب، ويصح تخالفهما تعريفا وتنكيرا؛ بشرط أن يكون التابع هو المعرفة؛ ليتحقق الغرض من عطف البيان، وقد يقع عطف البيان بعد"أي" المفسرة؛ نحو:"هذا الخاتم لجين؛ أي: فضة". ويجوز أن يعرب في هذه الصورة بدلا. وفي موافقة العطف لمتبوعه يقول الناظم:
فأولينه من وفاق الأول … ما من وفاق الأول النعت ولي
* "العطف"؛ بمعنى المعطوف، مبتدأ "إما" حرف تفصيل. "ذو" خبر المبتدأ. "بيان" مضاف إليه. "أو نسق" معطوف على ذو بيان. "الآن" ظرف زمان. "بيان" خبر المبتدأ، وهو الغرض. "ما" اسم موصول، مضاف إليه. "سبق" الجملة صلة ما؛ "فذو البيان تابع" مبتدأ، ومضاف إليه، وخبر. "شبه الصفة" نعت لتابع ومضاف إليه. "حقيقة القصد" مبتدأ ومضاف إليه. "به" متعلق بـ"منكشفة" الواقع خبرا، والجملة صفة ثانية لتابع.