للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا إن امتنع الاستغناء عنه (١)؛ نحو: هند قام زيد أخوها. أو إحلاله محل الأول؛ نحو: يا زيد الحارث (٢)، وقوله:

أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا (٣)

(١) أي فيمتنع أن يكون بدلا. ومن ذلك -غير ما سيذكره الناظم- أن تفتقر جملة الخبر إالى رابط، وهو في التابع كمثال المصنف؛ فـ"أخوها" يتعين كونه عطف بيان؛ لأنه لو أعرب بدلا لخلت جملة الخبر عن الرابط؛ لأن البدل على نية تكرار العامل على الصحيح؛ فهو من جملة أخرى. وكذلك جملة الصلة والصفة؛ نحو: حضر الذي أو رجل، ضرب محمد أخوه، وجملة الحال؛ نحو: هذا محمد قام رجل أخوه.

(٢) أي: مما فيه تابع المنادى محلى بأل، والمتبوع منادى خاليا منها، فيتعين كون "الحارث" عطف بيان من زيد، لا بدلا؛ لامتناع إحلاله محله؛ فلا يقال: يا الحارث؛ لأن "يا" و"أل" لا يجتمعان هنا.

وإيضاح ما تقدم: أنه يصح في عطف البيان -إذا قصد به ما يقصد ببدل الكل- أن يعرب بدل كل إلا في حالتين.

أ- ألا يمكن الاستغناء عن عطف البيان لمانع يحول دون صحة البدل.

ب- وألا يمكن إحلال عطف البيان -لو صار بدلا- محل متبوعه؛ لمانع يحول دون البدلية، ووضع البدل مكان المبدل منه.

(٣) صدر بيت من الطويل، لطالب بن أبي طالب بن عبد المطلب، أخي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، من قصيدة يمدح بها الرسول ويبكي أصحاب القليب -البئر- من قريش، الذين قتلوا يوم بدر، وعجزه:

أعيذكما بالله أن تحدثا حربا

وروي في السيرة:

فدى لكما لا تبعثوا بيننا حربا

اللغة والإعراب: عبد شمس: فصيلة من قريش، منهم بنو أمية. نوفل: فصيلة أخرى من قريش أيضاً. أعيذكما بالله: يريد: ألجأ إلى الله من أجلكما، أو أحصنكما بالله وأجعلكما في رعايته؛ مخافة أن تشعلا نار الحرب بينكما "أيا" حرف للنداء. "أخوينا"

<<  <  ج: ص:  >  >>