عَيْنَيْهِ بِخِرْقَةٍ كَانَتْ مَعَهُ، ثُمَّ قَال: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبد اللَّهِ، لَقَدْ كَانَ مِنَ الإِسْلامِ بمكان.
أَخْبَرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، أَخْبَرنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَة قَال: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَوْتِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ وَلِمَالِكٍ حَلَقَةٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، أَخْبَرنا مُحَمد بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلانِيُّ، أَخْبَرنا حَبِيبٌ كَاتِبُ مَالِكٍ قَال: جاءني قوم فجعلوا لي دِينَارًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ مَالِكًا عَنْ عُمَر بْنِ عَبد اللَّهِ مَوْلَى غَفْرَةَ وَعَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ وَعَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، لِمَ تَرَكْتَ الرِّوَايَةَ عَنْهُمْ؟. قَال فَأَخَذْتُ مِنْهُمُ الدِّينَارَ.
قَال: فَقَالَ لِي ابْنُ كِنَانَةَ: هَلْ لَكَ تَدْخُلُ عَلَى مَالِكٍ نِصْفَ النَّهَارِ فِي مُوَرَّدَتَيْنِ وَتَأْخُذُ مِنِّي ثُلُثَ دِينَارٍ وَعَشْرَةَ دَرَاهِمَ؟ قَال: فقلتُ: نَعَم، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَى مَالِكٍ نِصْفَ النَّهَارِ فِي مُوَرَّدَتَيْنِ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ، وَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبد اللَّهِ، إِنَّ قَوْمًا جَعَلُوا لِي دِينَارًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَإِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنِي، وَإِلا رَدَدْتُ عَلَيْهِمُ الدِّينَارَ، وَلَيْسَ لأَهْلِي طَعَامٌ أَوْ نَحْوَ مَا قَال: قَال لِي مَالِكٌ: سَلْ؟ قالَ: قُلتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَر بْنِ عَبد اللَّهِ، مَوْلَى غَفْرَةَ، وَعَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، وَعَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، لِمَ تَرَكْتَ الرِّوَايَةَ عَنْهُمْ؟ فَقَالَ: أَدْرَكْتُ فِي مَسْجِدِنَا هَذَا سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ مِنَ التابعين لم أكتب إلاَّ عَمَّن يَعْرِفُ حَلالَ الْحَدِيثِ وَحَرَامَهُ، وَزِيَادَتَهُ وَنُقْصَانَهُ. قَال: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَخْبَرْتُهُمْ فَلَمَّا صَلَّيْنَا الظُّهْرَ قَعَدَ مَالِكٌ وَقَعَدْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ كِنَانَةَ: يَا أَبَا عَبد اللَّهِ، أَلا تَعْجَبُ إِلَى حَبِيبٍ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ فِي غَيْرِ وَقْتٍ وعليه موردتين؟ فَقَالَ مَالِكٌ: وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ؟ قَدْ كَانَ مُحَمد بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَجْلِسُ لَنَا فِي مُوَرَّدَتْيِن فَيُحَدِّثُنَا.
أَخْبَرنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمد بْنِ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرو بْنِ سَرْحٍ، سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يقول: لو أردت أَنْصَرِفَ كُلَّ يَوْمٍ بِأَلْوَاحِي مَلأَى عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِيمَا يُسأل وَيَقُولُ لا أَدْرِي لانْصَرَفْتُ بِهَا، قَالَ ابْنُ سَرْحٍ: وَقَدْ صَارَ لا أَدْرِي عِنْدَ أَهْلِ زَمَانِنَا هَذَا عَيْبٌ.
وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ.
حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ مُوسَى الصَّقْرُ، أَخْبَرنا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم الدورقي،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute