حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنا إبراهيم بن الحكم بن أَبَان، وزعم أنه كتب عنه بجرجان، وكذب لأن إبراهيم ما دخل جرجان قط، ومات قبل أن يولد أحمد بن مُحَمد بن حرب، عن أبيه، عن السدي، عَن أبي الجلد قال: رأيت امرأة لوط قد مُسِخَت حجرا، تحيض عند رأس كل شهر.
قال الشيخ: وأحمد بن مُحَمد بن حرب هذا هو مشهور بالكذب ووضع الحديث.
سمعت أحمد بن مُحَمد بن حرب يقول: كنا عند القواريري فدخل عليه علي بن الجعد مسلما، وَهو راكب بغلة، فلما خرج تعلقنا بلجام بغلته ليحدثنا فقال: كنا عند شريك وشريك يصلي، فلما فرغ استند وتحلقنا حوله، فجاء شاب فتخطى حتى جلس إلى جنب شريك، فالتفت إليه شريك فقال: من أنت؟ وما تريد؟ فانتسب إلى مُحَمد بن عمار بن ياسر، فقال شريك لغلام بين يديه: خذ بيد هذا وأخرجه، فالتفت الشاب فقال: أتفعل بي مثل هذا وأنا من ولد عمار، فأنشد شريك يقول:
لئن فخرت بأقوام مضوا سلفا ... لقد صدقت ولكن بئس ما خلفوا.
قال الشيخ: قال لنا أحمد بعقب هذه الحكاية: وليس عندي عن علي بن الجعد غير هذا، ثم أخرج إلينا جزءا بعد هذا عن علي بن الجعد وقال: يا بني، لي غرفة مظلمة فوجدت جزءا لعلي بن الجعد، وكان ذلك الجزء فيه أحاديث مشاهير لشعبة.
قال الشيخ: وكان أحمد بن مُحَمد يحدث مثل هذه البواطيل التي ذكرت بعضها.