للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمفسدة كالمصلحة ضدها (أيّ مفسدة] (١) ومنه التفريق وهو إيقاع تباين بين أمرين) أي: عدم شركة أحدهما مع الآخر في وصف مختص بالآخر، فالمراد بالتباين ما يقابل المشابهة.

ولا يخفى أن ذكر المتعدد في الجمع والتثنية هنا يوهم أنه مختص بأمرين؛ فينبغي أن يقول بين متعدد.

(من نوع) ليس احتراز عن إيقاع تباين بين أمرين من نوعين؛ فإنه لا يكون، بل توضيحا وتفصيلا.

ولا فائدة في قوله في المدح أو غيره إلا التعميم والتوضيح، ووجه تحسينه يعلم مما ذكرنا في الجمع.

(كقوله) أي: قول الوطواط [(ما نوال الغمام وقت ربيع) مع أن الربيع وقت ثروة الغمام (كنوال الأمير يوم سخاء) مع أن يوم السخاء يوم فقر الأمير؛ لكثرة السائلين وكمال بذله.

(فنوال الأمير) أي: كل نوال منه (بدرة) أي: جلدة ولد الضأن (عين) أي: مملوءة من الدراهم. وقال في الشرح: هي عشرة آلاف درهم.

وأنكر في القاموس أن تكون بدرة عين البدرة؛ اسم لعشرة آلاف أو سبعة أو خمسة. قال: بل هي جلدة السخلة.

(ونوال الغمام) أي: كل نوال منه (قطرة ماء)] (٢) فلا يرد أن الظاهر قطرات ماء.

ومن لطيف هذا قوله:

من قاس جدواك بالغمام فما ... أنصف في الحكم بين شكلين

أنت إذا جدت ضاحكا أبدا ... وهو إذا جاد دامع العين (٣)


(١) البيت لأبي العتاهية، في ديوانه: (٤٤٨) من أرجوزة ذات الأمثال، والطراز (٣/ ١٤٢) والمصباح: (٢٤٧)، والإيضاح: (٣١٤).
(٢) البيتان للوطواط في الإيضاح: (٣١٤)، والطراز: (٣/ ١٤١) والإشارات: (٢٧٤)، والمصباح: (٢٤٧) بلا عزو.
(٣) البيتان ينسبان للوطواط، وللوأواء الدمشقي، محمد بن أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>