الاشتمال أو الصيانة، فتدبر وتذكر التحقيق بمعونة التوفيق، ومنهم من قال في الوجه الثاني مسامحة؛ لأن اللباس يصون صاحبه عن البرد، لا عن فضيحة الفاحشة ككل من الرجل والمرأة، وقد ظهر فساده ويمكن أن يكون وجه الشبه أن كلا منهما يجعل صاحبه موقرا معززا في أعين الناس، كاللباس؛ ففيه إشارة إلى أنه كلما كان الزوج أطهر وأزكى، ويكون أدخل في التوقير كاللباس، وإنما قدم غير مقيدين مع أنه عدمي والمقيدان وجوديان؛ لأنه أقوى في الإفراد الكلام الذي فيه.
(أو مقيدان كقولهم لمن لا يحصل من سعيه على طائل: هو كالراقم على الماء) فإن المشبه هو الساعي المقيد بأن لا يحصل من سعيه على طائل، والمشبه به هو الراقم المقيد بكون رقمه على الماء؛ لأن وجه الشبه فيه التسوية بين الفعل وعدمه، وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين.
وقد نبه بهذا المثال على أن القيد يشمل الصلة والمفعول، ولا يخص بالإضافة والوصف كما هو المشهور، ومن القيود الحال. (أو مختلفان) في التقييد وعدمه (كقوله: [والشّمس كالمرآة في كفّ الأشلّ] يقال: الواو حالية، والجملة حال عن المصراع السابق، ومضمون البيت أن الصياد اصطاد، والشمس كذلك فالشمس المطلقة ليست كالمرآة المذكورة، بل هي مقيدة بزمان مخصوص وهو الصباح أو العصر، إلا أن يقال: لا يكفي في تقييد طرف التشبيه بزمان مخصوص مثلا، بل لا بد من اعتباره في نظم الكلام، حتى يكون الطرف مقيدا.
(وعكسه): عطف على قوله كقوله أي: كعكس قوله: وهو المرآة في كف الأشل كالشمس.
[وإما تشبيه مركب بمركب]
(وأما تشبيه مركب بمركب كما) أي: تشبيه (في بيت بشار) الإضافة عهدية يشار بها إلى ما سبق من قوله: [كأنّ مثار النّقع] البيت وتشبيه المركب بالمركب قد تكون بحيث يمكن فيه تشبيهات متعددة بلا تكلف، كما في قوله: