للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لباسا له تشبيه له في الشرف بالكعبة؛ لأنه الذي يلبس من بين البيوت.

(ويجب أن يجتنب في المديح ما يتطير به) يستفاد منه أن من موجبات حسن الابتداء إيراد ما يتفاءل به (كقوله) أي قول ابن مقاتل الضرير: [موعد أحبابك بالفرقة غد)] (١) فقال له الداعي: موعد أحبابك يا أعمى ولك المثل السوء.

(وأحسنه) أي أحسن الابتداء (ما ناسب المقصود) بأن يكون فيه إشارة إلى ما سبق الكلام لأجله، فيكون المبدأ مشعرا بالمقصود والانتهاء، ناظرا في الابتداء، ففرق بين هذه المناسبة وبين الملائمة المرغبة في التخلص؛ لأنها ليست بمعنى الإشارة، بل بمجرد عدم التباعد بين ما شبّب به، وبين المقصود، بحيث يكون جمع ما شبب به مع المقصود جمع أجنبيين، فلا يلزم البراعة منها.

(ويسمى) أي الابتداء المناسب كما هو الظاهر وكون الابتداء مناسبا للمقصود على ما فسره الشارح (براعة) من برع- مثلّثا- إذا فاق أصحابه في العلم، أو غيره، أو تم في كل كمال وجمال. (الاستهلال) هو أول صوت الصبي حين الولادة، وأول المطر؛ أي تفوق أو جمال تام بسبب الاستهلال أي أول إفادة المقصود.

(كقوله) أي قول أبي محمد الخازن في التهنئة يهنئ الصاحب بولد لابنته:

بشرى فقد أنجز الإقبال ما وعدا ... وكوكب المجد في أفق العلا صعدا (٢)

يحتمل أن يريد بكوكب المجد المولود فإنه كوكب سماء المجد، جعل المجد كالسماء وأثبت له كوكبا هو المولود أو أن يريد بكوكب المجد ما يعرف به طالع المجد، أي ظهر بهذا المولود قوة طالع المجد، وكون كوكبه في غاية الصعود.

(وقوله) أي قول أبي الفرج الساوي (في المرثية) أي مرثية فخر الدولة [هي] أي القصة [الدّنيا تقول بملء] وهو بالكسر قدر ما يملأ به ([فيها حذار حذار])


(١) البيت لابن مقاتل الضرير وهو مطلع أرجوزه له. وابن مقاتل هو نصر بن نصر الحلواني، والداعي هو محمد ابن زيد الحسنى صاحب طبرستان.
انظر البيت في الإيضاح: ٣٧٠.
(٢) البيت أورده القزويني في الإيضاح: ٣٧١. أنجز: قضى ووفى. الإقبال: قدوم الدنيا بخيرها. كوكب المجد: استعارة للمولود.

<<  <  ج: ص:  >  >>