بات نديما لي حتّى الصّباح ... أغيد مجدول مكان الوشاح
الأغيد الناعم البدن، وتذكير بات ونديما وأغيد يدل على أن الكلام في مذكر، ومكان الوشاح يدل على أنها محبوبة. في القاموس: الوشاح بالضم والكسر قلادتان من لؤلؤ وجوهر منظومتان يخالف بينهما معطوف أحدهما على الآخر، أو أديم عريض مرصع بالجوهر تشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها.
[(كأنّما يبسم) بسم يبسم كضرب بسما، وابتسم وتبسم وهو أقل الضحك وأحسنه (عن لؤلؤ منضّد) أي: منضم (أو برد) كجمد لم يصفه بالنظم؛ لأن الذهن ينساق إليه من وصف اللؤلؤ (أو أقاح] (١) جمع أقحوان بالضم كالقحوان، وهو البابونج. قال في الصحاح: جمع على أقاحي بحذف الألف والنون، وقد لا يشدد الياء هذا، فهمزة أقاح مفتوحة، وما اشتهر من كسرها سهو.
شبه ثغره بثلاثة أشياء إلا أنه أورد كلمة أو تنبيها على أن كلا مشبه به على حدة وكلمة أو للتسوية لا للإبهام، حتى يرد أنه ينبغي الواو ويوجه بأنه بمعنى وكيف الواو يجعل بمعنى الواو، وهو أحسن من الواو؛ ولخلوه عن وصمة إيهام جعل المجموع مشبها به.
قال الشارح: شبه ثغره بثلاثة أشياء، ثم اعترض بأن في كونه من باب التشبيه نظرا؛ لأن المشبه أعني: الثغر غير مذكور لفظا ولا تقديرا، إلا أن لفظ كأنما يدل على أنه تشبيه.
أقول: أولا هذا تشبيه بتشبيه بثلاث تقسيمات، والمشبه مقصود في الكلام؛ لأنه في معنى أنه يبسم بسما كبسم عن هذا أو ذاك أو ذلك.
وثانيا: أن تشبيه الثغر بثلاثة أشياء ضمني؛ لأن تشبيه البسم بالبسم عن أحد الثلاثة بستلزم تشبيه الثغر بأحدهما ومما مثل به التشبيه بمتعدد بيت الحريري يغتر عن لؤلؤ رطب، وعن برد وعن أقاح، وعن طلع وعن حبيب.
قال الشارح: شبه ثغره بخمسة، ثم قال: في كونه من باب التشبيه نظر؛
(١) البيتان في ديوانه: ١/ ٤٣٥ من قصيدة يمدح فيها عيسى بن إبراهيم، وفي الديوان: «كأنما يضحك» بدل «كأنما يبسم». والبيت الثاني في الإيضاح: ٢٢٩، والإشارات: ١٨٣.