(٢) المعنى النفسى نسبة بين مفردين قائمة بالمتكلم، ويعنى بالنسبة بين المفردين -أى بين المعنيين المفردين- تعلق أحدهما بالآخر وإضافته إليه على جهة الإسناد الإفادى بحيث إذا عبر عن تلك النسبة بلفظ يطابقها ويؤدى معناها كان ذلك اللفظ إسنادًا إفاديًا. ومعنى قيام النسبة بالمتكلم: أن الشخص إذا قال لغيره: اسقنى ماء فقبل أن يتلفظ بهذه الصيغة قام بنفسه تصور حقيقة السقى، وحقيقة الماء، والنسبة الطلبية بينهما، فهذا هو الكلام النفسى والمعنى القائم بالنفس وصيغة قوله: "اسقنى ماء" عبارة عنه ودليل عليه. قال الراغب الأصفهانى: اعلم أن المعنى إذا كان فى النفس فعلم، وإذا انتهى إلى الفكر فروية، وإذا جرى به اللسان فكلام، وإذا كتب باليد فكتاب. شرح الكوكب المنير ٢/ ١١، فواتح الرحموت ٢/ ٣، المنتهى لابن الحاجب ص ٣٣، المختصر مع العضد ٢/ ١٨، الأربعين فى أصول الدين للرازى ص ١٧٤، غاية المرام للآمدى ص ٩٧، كتاب الأعتقاد للراغب ص ١٧٥، وانظر البحر المحيط ١/ ٢٥٥، ٢/ ١٤٨. (٣) ونقل هذا القول عن الأشعرية والكلابية شيخ الإسلام فى الفتاوى ١٢/ ٤٢، ١٦٢ =