للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصل الخلاف فى هذه المسألة يلتفت على تفسير الإيمان. هل هو التصديق، أو الطاعات (١)؟ .

فإن قلنا: هو التصديق. امتنع النقل، وإلا فلا ومن هذا تنشأ مسألة الفاسق (٢) هل يخرج عن الإيمان؟ وهل تثبت منزلته بين المنزلتين؟ وهى الفسق بين الإيمان والكفر.

قال الشيخ أبو إسحاق فى شرح اللمع (٣): هذا أول مسألة نشأت فى الاعتزال، وذلك أن عثمان (٤) -رضى اللَّه عنه- لما قتل ظهرت البدعة،


(١) الإيمان فى اللغة: التصديق بالقلب.
وفى الشرع: الاعتقاد بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح؛ لأن من شهد وعمل ولم يعتقد فهو منافق، ومن شهد واعتقد ولم يعمل فهو فاسق متكاسل، ومن أخل بالشهادة فهو كافر.
وانظر تعريف الإيمان فى: الإنصاف للباقلانى ص ٢٢، غاية المرام للآمدى ص ٣٠٩ - ٣١١، التعريفات للجرجانى ص ٤٠، الفرق بين الفرق ص ٨ - ١١، شرح الطحاوية ص ٣٧٣، فما بعدها، الأربعين للرازى ص ٣٨٨، فما بعدها، شرح الأصول الخمسة ص ٦٩٥، والاعتقاد للأصبهانى ص ٣٥٣.
(٢) الفسق هو ارتكاب المعاصى وانتهاك محارم الدين مع الإقرار بوجوب تركه. ولذلك قيل: الفاسق من كان رأيه فى شريعته التى يتدين بها رأى الفضلاء، وأفعاله أفعال الجهال، أو الذى يعتقد الخير ويفعل الجميل، لكن ظن ما ليس بحق حقًّا، وما ليس بجميل جميلًا. انظر الاعتقاد ص ٣٧٥.
(٣) انظر اللمع ص ٥ - ٦، ونقله عنه السبكى فى الإبهاج ١/ ٢٧٨.
(٤) هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس، القرشى الأموى، أبو عمر. أسلم على يد أبى بكر، وكان زوجًا لكل من رقية، وأم كلثوم ابنتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم- ولذلك كان يلقب ذا النورين، له فضائل كثيرة منها: تجهيز جيش العسرة، ومبايعة النبى -صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم- عنه تحت الشجرة، وثراؤه بئر رومة، وغير ذلك، روى عن النبى -صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم-، وأبى بكر وعمر. وروى عنه ابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وغيرهم، ولد بعد الفيل بست سنين، وتوفى عام ٣٥ هـ. الإصابة ٢/ ٤٥٥، والاستيعاب مع الإصابة ٣/ ٦٩.

<<  <   >  >>