للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكثرت الشرور، وقال أهل الشام: نحن دم عثمان، وجرت بينهم من الحروب ما لا يخفى فجاءت المعتزلة بعدهم فقالوا: ننزلهم منزلة بين المنزلتين، فلا نسميهم كفارًا، ولا مؤمنين، ونسميهم فسقة حتى أطلقوا هذا الاسم على أكابر الصحابة كطلحة (١) والزبير (٢) -رضى اللَّه عنهما-.

ووجه بناء هذا الأصل أن المعتزلة قالوا: إن الأسماء المستعملة فى أصول الديانات حقائق شرعية بمعنى أن الشرع اخترعها، وكان الإيمان فى الشرع عبارة عن التصديق مع العمل، فهؤلاء ليسوا مؤمنين؛ لأنه وإن وجد فيهم التصديق لكن لم يوجد منهم العمل، وليسوا بكافرين لقيام الإجماع عليه، فتثبت الواسطة (٣).


(١) طلحة بن عبيد اللَّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى القرشى التيمى، أحد العشرة والسابقين الأولين، وأحد السنة أصحاب الشورى. روى عن النبى -صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم- وعنه بنوه يحيى وموسى وعيسى. توفى عام ٣٦ هـ وعمره ٦٤ عامًا.
الإصابة والاستيعاب ٢/ ٢١٠، ٢٢٠.
(٢) الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى الأسدى، حوارى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم- وابن عمته وأحد العشرة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وركن من أركان الدين.
أسلم وهو صغير. توفى عام ٣٦ هـ وعمره ٧٦ عامًا.
الإصابة مع الاستيعاب ١/ ٥٢٦، ٥٦٠.
(٣) اختلف الناس فى الإيمان: فقيل: هو الاعتقاد بالقلب فقط، وهو قول الأشاعرة، وأبى منصور الماتريدى، وقول عن أبى حنيفة -رحمه اللَّه-.
وقيل: هو الإقرار باللسان فقط، وهو قول الكرامية.
وقيل: هو الاعتقاد والإقرإر والعمل الصالح معًا، وهو القول الصحيح.
وعليه عامة السلف، وحكى الشافعى الإجماع عليه، وأنه يزيد وينقص.
انظر هذه الأقوال وأدلتها فى: أصول الدين ص ٢٤٨، التمهيد ص ٣٤٦، شرح المواقف ٨/ ٣٢٢، شرح العقيدة الطحاوية ص ٣٧٣، الإيمان لابن تيمية ص ٢٦٥، فتح البارى ١/ ٤٧، غاية المرام ص ٣١٠، الإيمان لابن منده ١/ ١١٦ فما بعدها، والبرهان ١/ ١٧٤ فما بعدها.

<<  <   >  >>