للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وابن (١) خروف يستشهد بالحديث كثيرًا، فإن كان على وجه الاستظهار والتبرك بالمروى فحسن، وإن كان يرى أن من قبله أغفل شيئًا وجب عليه استدراكه، فليس كما رأى. انتهى.

ومن ها هنا أخذ الشيخ أثير الدين أبو (٢) حيان الاعتراض على الشيخ جمال الدين بن مالك استكثاره من الاستشهاد بالأحاديث والآثار معتمدًا على كلام ابن الضائع، وهذا كله مردود لأنا لا نعلم أن الراوى رواه بالمعنى والأصل نقله باللفظ، ولهذا كانوا يشددون فى الحروف، ويروونه باللحن على ما يسمعونه.

نعم إذا تحققنا أن الراوى رواه بالمعنى وليس هو من أهل اللسان ساغ ما قالوه وأنى يتحقق ذلك؟ (٣).


(١) هو على بن محمد بن على نظام الدين أبو الحسن بن خروف الأندلسى النحوى إمام فى العربية ماهر محقق له مشاركة فى الأصول.
من شيوخه: ابن طاهر المعروف بالخدب.
من تآليفه: شرح كتاب سيبويه، شرح جمل الزجاجى، وكتاب فى الفرائض.
توفى عام ٦٠٩ هـ.
وفيات الأعيان ٣/ ٢٢، وبغية الوعاة ٢/ ٢٠٣.
(٢) هو أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف بن على بن حيان النفزى الجيانى الأندلسى سيبويه زمانه، شيخ النحاة وإمامهم لغوى مفسر.
من شيوخه: أبو جعفر بن الزبير، وأبو جعفر بن بشير، وابن الطباع.
من تلاميذه: السبكيان، وابن الخشاب.
من تآليفه: البحر المحيط (تفسير)، تجريد أحكام سيبويه، والارتشاف فى لسان العرب.
ولد عام ٦٥٤ هـ، وتوفى عام ٧٤٥ هـ.
طبقات ابن السبكى ٩/ ٢٧٦، طبقات القراء لابن الجزرى ٢/ ٢٨٥، نفح الطيب ٢/ ٥٣٥، والبدر الطالع ٢/ ٢٨٨.
(٣) خلاصة المسألة أن فيها أقوالًا:
أحدها: تجوز الرواية بالمعنى من عارف بمعانى الألفاظ. وهو مذهب الجمهور، =

<<  <   >  >>