للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: قد رأيت نصه فى الأم على اعتباره وقد نقله الماوردى والرويانى فى كتاب القضاء وتكلما عليه. وعلى هذا فبماذا يعتبر؟ مذاهب:

أحدها: الشبه فى الأحكام دون الصورة، ونقل عن الشافعى.

والثانى: اعتباره فى الحكم ثم فى الصورة.

والثالث: اعتباره فيهما على حد سواء حكاهما القاضى.

والرابع: اعتباره فى الصورة فقط، ونقل عن ابن علية (١)، وأبى حنيفة.

والخامس: فيما يظن استلزامه للعلة. وبه قال الإمام فخر الدين الرازى (٢).

والسادس: اعتبار غلبة الأشباه (٣) دون غيره.

إذا عرفت هذا فقد بنى القاضى فى قياس الشبه على الخلاف فى أن المصيب واحد من المجتهدين أو كل مجتهد مصيب، وقال: إن كنت تذب عن القول بأن


(١) هو أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدى مولاهم البصرى أحد الأئمة الأعلام وعلية أمه، كان آية فى الحديث لا يخطىء فيه، وكان سيد المحدثين فى عصره، ثقة، ورع، تقى.
من شيوخه: أيوب السختيانى، ومحمد بن المنكدر، وعطاء بن السائب، وكثيرون.
من تلاميذه: الشافعى، وعبده الرحمن بن مهدى، وعلى بن المدينى.
من تآليفه: تفسر القرآن، والطهارة، والمناسك.
ولد عام ١١٠ هـ، وتوفى عام ١٩٣ هـ.
التاريخ الكبير للبخارى ١/ ٣٤٢، تذكرة الحفاظ ١/ ٣٢٢، طبقات الحنابلة ١/ ٩٩، ميزان الاعتدال ١/ ٢١٦، الفهرست ص ٣١٧، وطبقات المفسرين للداودى ١/ ١٠٤.
(٢) انظر المحصول ٢/ ٢/ ٢٧٩ وعبارته: (والحق أنه متى حصلت المشابهة فيما يظن أنه علة الحكم أو مستلزم لما هو علة له صح القياس سواء كان ذلك فى الصورة أو فى الأحكام).
(٣) فى الأصل (الأشياء) والمثبت من البحر المحيط ٥/ ١٥٩. وذكر الشيخ -رحمه اللَّه- أن غلبة الأشباه من أقوى قياسات الشبه.
مذكرة الأصول ص ٢٦٥.

<<  <   >  >>