للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي هو «إذا وجد» لدلالة معموله الذي هو «قائما» عليه فقائما دالّ على الظرف، والظرف دال على متعلّقه الذي هو «حاصل» والدّالّ على الدّال على الشيء، دال على ذلك الشيء فقائما دالّ على حاصل، وهو أيضا اللّفظ الذي التزم موضعه (١) وإذا كان الخبر بمعنى «مقترن» وحصل ما يدلّ عليه حذف وجوبا، نحو: كلّ رجل وضيعته ومعنى ضيعته: حرفته (٢) وقد علم أنّ كلّ رجل مقترن مع حرفته، فحذف الخبر الذي هو مقترن للعلم به، ولأنّ الواو بمعنى مع فتدلّ على خصوصية الخبر، وهي المقارنة وضيعته لفظ التزم مع الخبر فحصلت القرينة واللفظ الملتزم، فوجب الحذف (٣).

ذكر وجوب حذف المبتدأ (٤)

وهو يحذف وجوبا فيما قطع خبره عن الوصفيّة نحو: الحمد لله الحميد برفع الحميد، فالمبتدأ المحذوف «هو» لأنّ التقدير هو الحميد، وكذلك يحذف إذا كان خبره مصدرا واقعا موضع الفعل نحو قوله تعالى: طاعَةٌ (٥) أي أمرنا يطاع وكذلك يحذف إذا كان خبره هو المخصوص بالمدح أو الذمّ نحو: نعم الرّجل زيد، وبئس الرجل عمرو، أي لما فيها من القرائن الدّالة عليه والتزام ما في موضعه.

ذكر تعدّد الخبر (٦)

وقد يكون للمبتدأ خبران فصاعدا نحو: هذا حلو حامض، أي جامع للطعمين وتلخيصه: هذا حلو بعضه، وحامض بعضه، وإلّا لزم التناقض في هذه المسألة (٧)


(١) شرح الكافية، ١/ ١٠٥.
(٢) وصناعته وتجارته، القاموس المحيط صنع.
(٣) شرح الوافية، ١٨١ بتصرف يسير.
(٤) لم يذكر هذا المبحث صاحب المفصل (٢٣ - ٢٧) ولا صاحب الكافية، ٣٨٦ - ٣٨٨ فهو من مباحث متفرقة.
(٥) من الآية ٨١ من سورة النساء، وأولها: ويقولون طاعة.
(٦) المفصل، ٢٧.
(٧) حاشية الصبان، ١/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>