للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكسر الهاء، كان أصله يتقي، حذفت الياء للجزم، ثمّ ألحقت هاء السكت صار يتّقه، ثم أسكنت القاف تشبيها لتقه بكتف ثمّ حركت هاء السكت وهي الساكن الثاني لالتقاء الساكنين (١)، قال ابن الحاجب: (٢) وفيه تعسّف مع الاستغناء عنه، والأولى أن يقال إنّ الهاء ضمير عائد على اسم الله وسكنت القاف على ما ذكر بقي: ويتّقه من غير اجتماع ساكنين، ومن غير تحريك هاء السكت وإثباتها في الوصل.

ومن ذلك: «ردّ» في لغة بني تميم، وهي في لغة الحجاز اردد، فنقل بنو تميم حركة الدّال الأولى إلى الرّاء فسقطت همزة الوصل وسكّنت الدال الأولى لثقل حركتها، فأدغموها في الدال الثانية، فالتقى ساكنان الدّال الأولى المدغمة، والثانية الساكنة بفعل الأمر، فوجب تحريك الساكن الثاني لاجتماع الساكنين، لأنّهم لو حركوا الأول لبطل الإدغام وانتقض ما أرادوه من التخفيف بالإدغام فقالوا: ردّ، وقالوا في المعرب: لم يردّ، فالذين أدغموا دال ردّ، شبّهوه بالمعرب المنصوب والمرفوع نحو: لن يردّ وهو يردّ، فإنّه أدغم إجماعا، فشبّهوا المبنيّ والمجزوم بالمعرب فأدغموا لكن المعرب لا يجتمع فيه ساكنان لحركة الرفع والنصب، وأهل الحجاز كما قالوا في المني: اردد قالوا في المعرب: لم يردد، فلم يجتمع في لغتهم ساكنان (٣).

ذكر أنّ أصل هذه الحركة أن تكون بالكسر (٤)

اعلم أنّ الأصل فيما حرّك من الساكنين أن يكون بالكسر لما بين الكسر


- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر ويتّقه جزما بكسر القاف وقرأ حفص عن عاصم ويتّقه ساكنة مكسورة بغير ياء الكشف، ٢/ ١٤٠ والسبعة، ٤٥٧/ ٤٥٨ والاتحاف، ٣٥.
(١) هذا رأي الزمخشري في المفصل ٣٥٣ وأبي علي على ما حكاه ابن الحاجب في الإيضاح، ٢/ ٣٥٧ قال الرضي، ٢/ ٢٣٩ - ٢٤٠ وفيما قال ارتكاب تحريك هاء السكت وهو بعيد.
(٢) انظر رأي ابن الحاجب في إيضاح المفصل، ٢/ ٣٥٧ - ٣٥٨ (المطبوع) وقد ذكر الجاربردي، ١/ ١٥٩ أن هذا الرأي للجرجاني، ومؤداه أن الهاء في يتّقه ضمير عائد على الله تعالى، وأصله يتقيه حذفت الياء للجزم، وسكنت القاف على ما ذكر فبقي يتقه، فلا اجتماع ساكنين، ولا تحريك لأجله، وانظر حاشية ابن جماعة، ١/ ١٥٩.
(٣) الكتاب، ٢/ ٢٦٥ وشرح المفصل، ٩/ ١٢٧.
(٤) المفصل، ٣٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>