للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصل: أناسين وظرابين فالياء الثانية في أناسي وظرابي بدل من النون (١) وأبدلت الياء من النون في التضعيف أيضا وذكرناه هنا وإن كان التضعيف يذكر في القسم الثاني ليجتمع الكلام في النون كقولهم: تظنّيت

والأصل: تظنّنت فقلبوا النون الثالثة ياء (٢) وكذلك قالوا: دينار والأصل: دنّار بنونين، فأبدلوا من النون الأولى ياء، يدلّ على ذلك جمعه على دنانير وكذلك لَمْ يَتَسَنَّهْ (٣) أصله يتسنّن أي يتغير فأبدلوا من النون الثالثة ياء بقي يتسنّى ثم قلبت الياء ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها بقي:

يتسنّى ثم حذفت الألف للجزم فصار اللفظ: لَمْ يَتَسَنَّهْ (٤)، وأبدلت من نون إنسان (٥) في قوله: (٦)

فياليتني من بعد ما طاف أهلها ... هلكت ولم أسمع بها صوت إيسان

فأبدل/ من نون إنسان الأولى ياء.

ذكر إبدال الياء من العين (٧)

وهو نحو قولهم في الضفادع: ضفادي فأبدلوا من العين ياء، وكذلك أبدلت الياء من العين في التضعيف فقالوا: تلعّيت والأصل: تلعّعت من اللّعاعة وهي بقلة ومنه: «لعاعة الدّنيا» (٨) فأبدلوا من العين الثالثة ياء، والاعتذار في ذكر إبدال الياء من


(١) شرح المفصل، ١٠/ ٢٧ والممتع، ١/ ٣٧٢.
(٢) الكتاب، ٤/ ٤١٧ - ٤٢٤.
(٣) من الآية، ٢٥٩ من سورة البقرة، ونصها: فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه، وقد قرأ حمزة والكسائي بحذف الهاء في الوصل، وقرأ الباقون بالهاء في الوصل. الكشف، ١/ ٣٠٧ والإتحاف، ١٦٢، ورسمها في المخطوط بغير هاء.
(٤) المقرب، ٢/ ١٦٩.
(٥) قال اللحياني: في لغة طيء: ما رأيت ثمّ إيسانا، أي إنسانا اللسان، أنس.
(٦) البيت لعامر بن جؤين، ورد منسوبا له في الممتع، ١/ ٣٧١ والمقرب، ٢/ ١٧٠ ولسان العرب مادة أنس، ومن غير نسبة في المحتسب، ٢/ ٢٠٣ وحاشية ابن جماعة، ١/ ٣١٨.
(٧) المفصل، ٣٦٤، قال بعد ذكره: أناسي وظرابي ما نصه: وقوله:
ومنهل ليس له حوازق ... ولضفادي جمّه نقانق
وقد ورد هذا الرجز بلا نسبة في الكتاب، ٢/ ٢٧٣ وقال ابن يعيش عنه، ١٠/ ٢٨ إنه مصنوع لخلف الأحمر، والشاهد منه واضح.
(٨) قال ابن منظور في مادة لعع: واللعاعة: الهندباء واحدته لعاعة، ومنه قيل: في الحديث: إنما الدنيا -

<<  <  ج: ص:  >  >>