للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر تخفيف إنّ المكسورة (١)

وتخفّف المكسورة فيلزمها الّلام نحو: إن زيد لقائم بالرفع ولزمتها الّلام فرقا بينها وبين النافية في مثل: إن زيد

قائم بمعنى ما زيد قائم، ويلزمها أيضا هذه الّلام عند عملها، وإن لم تشتبه بالنافية حينئذ طردا للباب نحو: إن زيدا لقائم ويجوز إعمالها وإلغاؤها، فمثال إعمالها قوله تعالى: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ (٢) ومثال إلغائها قوله تعالى: وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣) وإن المكسورة إذا خففّت جاز دخولها على الأفعال العاملة في المبتدأ والخبر (٤) ويبطل عملها حينئذ نحو: إن كان زيد لقائما وكقوله تعالى: وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (٥) وقوله تعالى: وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ (٦) خلافا للكوفيين في التعميم فإنهم عمّموا دخولها على الأفعال سواء كانت الأفعال عاملة في المبتدأ والخبر أو غير عاملة وأنشدوا: (٧)

بالله ربّك إن قتلت لمسلما ... وجبت عليك عقوبة المتعمّد


(١) الكافية، ٤٢٥.
(٢) من الآية ١١١ من سورة هود، قرأ نافع وابن كثير إن ولما بالتخفيف - وقرأ ابن عامر وحفص وأبو جعفر بتشديد إنّ ولمّا، وقرأ أبو بكر بتشديد لما وتخفيف إن، السبعة، ٣٣٩ والكشف، ١/ ٥٣٦، والبحر المحيط، ٥/ ٢٦٦ والنشر، ٢/ ٢٩٠ والإتحاف، ٢٦٠.
(٣) من الآية ٣٢ من سورة يس. قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد لما، وخفف الباقون الكشف، ٢/ ٢١٢ والنشر، ٢/ ٣٥٣ والإتحاف، ٣٦٤.
(٤) بعدها في الأصل مشطوب عليه «دون غيرها، لاشتمال هذه الأفعال على مقتضاها وهو المبتدأ والخبر بخلاف غيرها».
(٥) من الآية ١٠٢ من سورة الأعراف.
(٦) من الآية ١٥٦ من سورة الأنعام.
(٧) البيت لعاتكة بنت زيد زوج الزبير بن العوام، والخطاب في البيت لعمرو بن جرموز قاتل الزبير، وقد ورد منسوبا لها في شرح الشواهد، ١/ ٢٩٠ وشرح التصريح، ١/ ٢٣١ وشرح شواهد المغني، ١/ ٧١ وورد من غير نسبة في المحتسب، ٢/ ١٥٥ وشرح المفصل، ٨/ ٧٢ - ٧٦ ومغني اللبيب، ١/ ٢٤ وشرح ابن عقيل، ١/ ٣٨٢ وهمع الهوامع، ١/ ١٤٢ وشرح الأشموني، ١/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>