للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر تحريك الصّحيح لالتقاء الساكنين (١)

وهو نحو قولك: اذهب اذهب بكسر الباء لسكونها وسكون ذال اذهب التي بعدها لسقوط همزة الوصل، ولم أبله، والأصل أبالي، فحذفت الياء للجزم فصار لم أبال فأجروه مجرى ما لم يحذف منه، فجزموا اللام فاجتمع ساكنان هي والألف فحذفت الألف فصار لم أبل ثم لحقته (٢) هاء السكت وهي ساكنة فحركت اللّام بالكسر لالتقاء الساكنين فصار لم أبله، ولم يردّوا الألف لمّا تحركت اللّام لعروض حركتها، لأنّ هاء السكت غير لازمة لسقوطها في الوصل (٣)، وكذلك الحكم في كلمتين نحو: أخذت من ابنك، فتكسر نون من لاجتماع الساكنين، النون والباء، ونحوه: مذ اليوم، فتحرك الذال لسكونها وسكون لام التعريف بعدها وتحركها بالضم اتباعا لضمّة الميم (٤) ونحو قوله تعالى: الم اللَّهُ (٥) بتحريك الميم بالفتح وكان القياس الكسر (٦)، ولكن حرّكت بالفتح، أما تحريكها (٧) فلالتقاء الساكنين الميم واللّام من اسم الله تعالى، وأما الفتح فلأنّ قبل الميم ياء وقبل الياء كسرة فكرهوا الكسر فيها فحرّكت بالفتح كما كرهوه في أين وكيف للثقل، والثقل في الميم أبلغ (٨) ونحو: نون التنوين فإنّها حرّكت بالكسر في نحو قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ (٩) لالتقاء السّاكنين، النون واللّام من اسم الله تعالى، وقد حذفت هذه/ النون لالتقاء الساكنين كما حذفت المدة، وكان من حقّها أن تحرّك ولا تحذف في نحو قول


(١) المفصل، ٣٥٣.
(٢) في الأصل لحقه.
(٣) الكتاب، ٤/ ٤٠٥.
(٤) شرح المفصل، ٩/ ١٢٤.
(٥) الآيتان، ١ - ٢ من سورة آل عمران. ورسمها في الأصل ألف لام ميم الله. وتتمة الثانية: الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم.
(٦) وكان الأخفش يجيز الكسر على ما يقتضيه القياس، شرح المفصل، ٩/ ١٢٤.
(٧) في الأصل أما بحركتها.
(٨) قال نقره كار في شرح الشافية، ٢/ ١١٥ معلّلا الفتح: أو نقول فتحت ليحصل التفخيم في اسم الله لأنّها تفخّم بعد الفتحة والضمّة وترقّق بعد الكسرة فلو كسرت لزم أن ترفّق والتفخيم به أولى فهذه الفتحة على هذا القول فتحة التجاور لا فتحة الهمزة.
(٩) الآيتان، ١، ٢ من سورة الإخلاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>