للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون عطف بيان، وقد أجاز أبو علي أن يكون عطف البيان نكرة (١) لقوله تعالى:

يُوقَدُ (٢) مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ فقال (٣): زيتونة، عطف بيان لشجرة، وينفرد عطف البيان عن البدل أيضا في باب النّداء نحو: يا أخانا زيدا، بالنصب ولو جعل بدلا لقيل: يا أخانا زيد، بالبناء على الضمّ لأنّ البدل في حكم تكرير العامل.

ذكر المبنيّ (٤)

المبنيّ ما ناسب مبنيّ الأصل أو وقع غير مركّب، وقال ناسب: ولم يقل شابه لكون المناسبة أعمّ من المشابهة، ومبنيّ الأصل الفعل الماضي وأمر المخاطب والحرف، وأحد سببي البناء وجوديّ، وهو مناسبة مبنيّ الأصل نحو: من أبوك؟ والآخر عدميّ وهو انتفاء موجب الاعراب الذي هو التركيب، نحو: واحد، اثنان، و، أ، ب، ت، ث، وقوله في الحدّ: أو وقع غير مركّب، ليست أو هنا للشكّ لأنّ المراد هاهنا ما كان على أحد هذين الأمرين اللذين هما مشابهة مبنيّ الأصل، وعدم التركيب (٥) وحكم المبنيّ أن لا يختلف آخره باختلاف العوامل في أوله لكونه مقابلا للمعرب فجعل حكمه مقابل حكم المعرب وألقاب البناء: ضمّ نحو منذ: وفتح نحو: أين، وكسر نحو: جير، ووقف نحو: من، وألقاب الإعراب الرفع والنّصب والخفض والجزم، فخالفوا بين ألقاب المبنيّ والمعرب ليمتاز كلّ واحد منهما عن الآخر لأنّهما لمّا افترقا في المعنى من حيث إنّ الإعراب لا يكون إلّا بعامل ولا يكون لازما، والبناء بخلافه، افترقا في اللّقب (٦).

والمبنيّات هي: المضمرات، وأسماء الإشارة، والموصولات، والمركّبات، والكنايات، وأسماء الأفعال والأصوات، وبعض الظروف.

والبناء في الأسماء على وجهين: لازم وغير لازم، فاللازم كبناء: من وأين، وكم وكيف ونزال ومنذ في قولك: ما رأيته منذ يومان، والعارض خمسة أشياء: الأول:


(١) وهو مذهب الكوفيين، وذهب غيرهم إلى المنع، ويخصون عطف البيان بالمعارف انظر شرح الأشموني، ٣/ ٨٦ وشرح التصريح، ٢/ ١٣١.
(٢) كذا في الأصل بالتاء وهي قراءة أبي بكر وحمزة والكسائي. الكشف، ٢/ ١٣٨.
(٣) من الآية ٣٥ من سورة النور.
(٤) الكافية، ٤٠٢ - ٤٠٣.
(٥) شرح الكافية، ٢/ ٢.
(٦) شرح الوافية، ٢٧٢ وانظر شرح المفصل، ٣/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>