للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيدا بكان وهي التامّة والتقدير: ما أحسن كون زيد، وأجاز المبرّد: ما أحسن ما كان زيدا بالنّصب على تقدير: ما أحسن الرجل الذي كان زيدا (١).

ذكر أفعال المدح والذّمّ (٢)

وهي ما وضع لإنشاء مدح أو ذمّ، والأصل فيها نعم وبئس فلا يدخل في ذلك نحو: مدحته وذممته وكرم وقبح، لأنّها من باب الخبر لا الإنشاء (٣) فنعم للمدح وبئس للذمّ، وشرط فاعل نعم مثل شرط فاعل بئس من غير فرق، وشرطهما أن يكون فاعلهما أحد أمور ثلاثة، وهو أن يكون معرّفا باللّام تعريف العهد الذهني (٤) نحو:

نعم الرجل زيد، أو يكون مضافا إلى المعرّف باللّام نحو: نعم صاحب الرجل زيد، أو يكون مضمرا مميّزا بنكرة منصوبة، أو بما (٥)، مثال المضمر المميّز بالنكرة المنصوبة نحو: نعم رجلا زيد، أي نعم الرجل رجلا زيد، ومثال المميّز بما قوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ (٦) وهنا ما بمعنى شيء وموضعها النصب على التمييز (٧) وهي المميّزة لفاعل نعم أي: فنعم الشيء شيئا هي، وهي ضمير الصدقات وهي المخصوصة بالمدح، وهذا المضمر (٨) المميّز بالنكرة إضمار قبل الذكر على شريطة التفسير فأصل نعم رجلا زيد، نعم الرجل ثم أضمرت الرجل، فصار نعم هو ثم استكنّ الضمير المرفوع في الفعل فاستتر فيه، فيلزم أن يبيّن (٩) ويفسّر بنكرة منصوبة على التمييز، وقيل: (١٠) تعريف الرجل في قولك: نعم الرجل،


(١) وتجويزه ذلك على ضعف كما في المقتضب، ٤/ ١٨٥.
(٢) الكافية، ٤٢٢.
(٣) إيضاح المفصل، ٢/ ٩٦.
(٤) هذا رأي من آراء فيها، ومذهب الجمهور أنها جنسية وسيذكر أبو الفداء ذلك بعد. وانظر الهمع، ٢/ ٨٥.
(٥) الكتاب، ٢/ ١٧٥ والمقتضب، ٢/ ١٤٠ وشرح الوافية، ٣٧٥.
(٦) من الآية ٢٧١ من سورة البقرة.
(٧) الكتاب، ١/ ٧٣ وثمة وجوه أخرى ل «ما» انظرها في الهمع، ٢/ ٨٦ وشرح الأشموني، ٣/ ٣٦.
(٨) في الأصل «وهذا المضمر المذكور هو ضمير الاسم المميز بالنكرة أعني المعرف باللام» وبعدها جملة غير واضحة لكثرة الشطب عليها، وشطب الناسخ العبارة الأولى وأبقى منها «المميز بالنكرة».
(٩) غير واضحة في الأصل.
(١٠) هذا القيل هو مذهب الجمهور كما في الهمع، ٢/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>