للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتهت بكسر فاء الفعل ولو كانا من فعل بفتح العين وهو واوي، لضمّوا الفاء كقلت فلمّا جاء الكسر وقد ثبت أنهما من الواوي علم أنّ الكسر إنما يكون مما تكون عين ماضيه مكسورة، فثبت أنّه لا يستقيم يطيح ويتيه من الواوي

إلّا أن تكون عين الماضي مكسورة وهذا الذي قاله الخليل خارج عن القياس، وأمّا من قال: طيّحت وتيّهت، فلا إشكال في أنهما مثل باع يبيع، وهما من فعل يفعل وهو القياس (١).

ذكر تحويل الأبنية المعتلّة (٢)

إذا كانت عين الفعل واوا واتّصل به ضمير الفاعل البارز المتحرك للمتكلّم أو المخاطب حوّل ذلك الفعل من فعل بفتح العين إلى فعل بضمّها ثم تنقل ضمّة العين إلى الفاء وتحذف العين نحو: قلت قلنا قلت قلتم قلت قلتن كان الأصل: قولت بفتح العين فحوّل إلى فعل بضمّها فصار قولت ثم نقلت ضمّة العين إلى الفاء بعد حذف فتحة الفاء الأصلية فسكنت الواو والتقت مع اللّام الساكنة لاتصال الضمير فحذفت الواو بقي: قلت قلنا إلى آخرها.

وإن كانت عين الفعل ياء حوّل الفعل مع الضمائر المذكورة من فعل بفتح العين إلى فعل بكسرها ثم تنقل كسرة العين إلى الفاء وتحذف الياء بعين ما قلنا في الواو فيبقى: بعت بعنا بكسر فاء الفعل إلى آخر الضمائر المذكورة (٣).

وإنّما حوّل في الواوي من فعل إلى فعل وفي الياء من فعل إلى فعل للفرق بين بنات الواو وبنات الياء، وإنّما غيرت حركة الفاء الأصلية بنقل حركة العين إليها لتدلّ الضمّة والكسرة على الواو والياء المحذوفتين، وقد فرّقوا هنا بين الواوي واليائي ولم يفرّقوا في موضع بقاء العين نحو: قال وباع إمّا لتعذّر الضمّ والكسر مع الألف، وإمّا لكون ما انقلبت إليه الواو والياء موجودا، وكذلك لم يفرقوا فيما فيه العين مكسورة في الأصل نحو: خفت وهبت والأصل خوف وهيب فلم يحول فيه الواوي إلى فعل بضمّ العين ولكن نقلوا كسرة العين لكونها أصلية إلى الفاء للإيذان بأن المحذوف


(١) الكتاب، ٤/ ٣٤٤ وشرح المفصل، ١٠/ ٧١ والممتع، ٢/ ٤٤٤.
(٢) المفصل، ٣٧٧.
(٣) المنصف، ١/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>