للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذكور أيضا في الصفة مطلقا، مفردا كان أو مثنّى أو مجموعا ومذكّرا كان أو مؤنّثا، سواء كانت الصفة اسم فاعل أو مفعول أو غيرهما، نحو: زيد ضارب وهند ضاربة والزيدان ضاربان والهندان ضاربتان والزيدون ضاربون والهندات ضاربات، وكذلك مضروب ومضروبة ومضروبين ومضروبين ومضروبتين ومضروبات فالألف في ضاربان والواو في ضاربون، إنّما هما علامتا الإعراب، ودالّتان على التثنية والجمع، وليستا بضميرين، لأنّهما لو كانا ضميرين لم يتغيّرا في النصب والجرّ، والضمائر مع ثبوت عواملها لا تتغيّر عن حالها، ألا ترى أنّ الياء في تضربين، والنون في تضربن والواو في تضربون والألف في تضربان، لا تتغيّر (١) بوجه، لأنّها ضمائر، فلو كانت ألف ضاربان وواو ضاربون وياء ضاربين ضمائر لما تغيّرت.

ذكر أحكام الضمير المنفصل (٢)

لا يعدلون إلى الضمير المنفصل إلّا عند تعذّر المتصل لأنّه أخصر، فالتزموه ما لم يمنع مانع (٣)، ويتعذّر الاتصال إمّا بتقديم الضمير على عامله نحو: إِيَّاكَ نَعْبُدُ/ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٤) وإمّا بالفصل بين الضمير وبين عامله لغرض مثل: ما ضربت إلّا إيّاك، وما ضربك إلّا أنا، بخلاف ضربك أنا؛ فإنّه فصل لغير غرض، لأن ضربك أنا، وضربتك

لا يختلف في المعنى، وإمّا بأن يحذف العامل في الضمير فإنّه إذا حذف تعذّر إتصال الضمير به فيجب انفصاله نحو: أن يقال من أكرمت؟ فتقول: إيّاك، ولو قلت: أكرمتك لأتيت بالضمير متصلا (٥)، أو يكون العامل معنويّا كالمبتدإ أو الخبر نحو: أنا زيد وأنت قائم، لأنّه إذا كان معنويّا تعذّر الاتصال به، إذ لا يتصل لفظ بما ليس بلفظ، فيمتنع اتصال الضمير لامتناع اتصال الملفوظ بما ليس بملفوظ، وكذلك يتعذّر الاتصال إذا كان العامل في الضمير حرفا والضمير مرفوع مثل: ما هو قائما، لأنّه لو اتصل ب «ما» مضمر لاستتر في مثل: ما هو قائما والحروف لا استتار فيها،


(١) في الأصل لا تتعين. وانظر شرح الوافية، ٢٧٧.
(٢) الكافية، ٤٠٣.
(٣) شرح الوافية، ٢٧٧.
(٤) الآية ٤ من سورة الفاتحة.
(٥) شرح الوافية، ٢٧٧ وشرح المفصل، ٣/ ١٠١ وتسهيل الفوائد، ٢٦ وشرح الكافية، ٢/ ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>