للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكسور في الأصل أعني خوف وهيب ولا يكون هذا النقل والتحويل إلّا مع الضمير البارز المذكور خاصّة، فلا يقع مع الضمير المستكن في الفعل الماضي وغيره للّبس بفعل ما لم يسمّ فاعله وأيضا فإنّ النقل والتحويل إنما يكون عند حذف العين كقلت وبعت للدلالة على المحذوف، وبعض العرب (١) لا يبالي باللّبس ويقول: كيد زيد يفعل

وما زيل زيد يفعل كذا بمعنى كاد وما زال وأصل كاد وزال هاهنا كيد وزيل فينقل في كيدا كسرة العين إلى الفاء بعد حذف حركة الفاء ويسكّن العين من غير أن/ يحذفها ولا يخاف اللّبس بما لم يسمّ فاعله لأنّ كاد وما زال لا زمان وما لم يسمّ فاعله لا يكون من اللّازم، وهو شاذّ لخروجه عن القياس (٢).

ذكر ما لم يسمّ فاعله من الأفعال المعتلّة (٣)

فمن ذلك: أنك تقول: قيل وبيع بالياء وكسر الفاء صريحا وتقول: قيل وبيع بإشمام الفاء شيئا من (٤) الضمّة، وقد عبّروا عن هذه الحركة بالإشمام [وهي في الحقيقة روم (٥) فاعلمه. وتقول: قول وبوع بالواو (٦) وكذلك اختير وانقيد له بالياء وبالإشمام (٧)] (٨) وتقول أيضا: اختور وانقود له، بالواو وقد تقدّم الكلام عليهما في ما لم يسمّ فاعله في قسم الفعل.

ومنه: أنّ باب قيل وبيع إذا بني للمتكلّم والمخاطب جاز فيه أيضا ثلاثة أوجه فتقول عن نفسك إذا عادك النّاس وللمخاطب إذا عاده النّاس عدت وعدت والأصل:


(١) الكتاب، ٤/ ٣٤٢ وشرح المفصل، ١٠/ ٧٢ - ٧٣.
(٢) إيضاح المفصل، ٢/ ٤٢٩ وشرح المفصل، ١٠/ ٧٢ - ٧٣.
(٣) المفصل، ٣٧٧.
(٤) غير واضحة في الأصل.
(٥) لأن الروم حركة خفيفة، والإشمام تهيئة العضو للنطق بالحركة من غير صوت، إيضاح المفصل، ٢/ ٤٣٠ وشرح المفصل، ١٠/ ٧٤ وانظر ثلاثة مذاهب لكيفية الإشمام عن الشاطبي في شرح التصريح، ٢/ ٢٩٤.
(٦) إخلاص الكسر لغة قريش ومن جاورهم، وإشمام الكسر الضم لغة كثير من قيس وأكثر بني أسد، والضم الخالص موجود في كلام هذيل ويعزى لفقعس ودبير وهما من فصحاء بني أسد، شرح التصريح، ٢/ ٢٩٤.
(٧) بعدها في الأصل مشطوب عليه «وهي في الحقيقة روم فاعلمه» وقد سبق ذكره.
(٨) ما بين المعقوفين مكرر في الأصل، مشطوب عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>