للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلامهم، نحو: أنا كأنت، ومررت بك أنت وضربته هو: فأكّد المضمر المنصوب بالضمير المرفوع، فقد وقع المرفوع موقع المنصوب (١).

ذكر نون الوقاية (٢)

وهي لازمة مع ياء ضمير المتكلّم في الفعل الماضي مطلقا، نحو: ضربني وضرباني وضربوني، وشذّ حذف نون الوقاية من الماضي المتصل به ضمير جماعة الإناث نحو: النساء ضربني، قال الشاعر: (٣)

تراه كالثّغام يعلّ مسكا ... يسوء الفاليات إذا فليني

أراد فلينني، فحذف نون الوقاية تخفيفا، وكذلك هي لازمة أيضا في الأمر قولك أكرمني، وأمّا قولك: اضربي يا

هند، فلا مدخل للنون مع هذه الياء، لأنّ نون الوقاية مشروطة بضمير المفعول لا بضمير الفاعل، لأنّ ضمير الفاعل بمنزلة الجزء من الفعل فأشبهت هذه الياء الياء التي من نفس الفعل نحو: يرمي، وكذلك هي لازمة في المضارع العري (٤) عن نون الإعراب نحو: يضربني، وسمّيت نون الوقاية لأنّها وقت الفعل الكسر الذي هو أخو الخفض (٥) وأمّا الفعل المضارع الذي يلحقه نون الإعراب فأنت مخيّر بين إثباتها وحذفها استغناء بنون الإعراب، فتقول: يضرباني ويضربانني، ويضربوني ويضربونني، وتضربيني وتضربينني، وتجب نون الوقاية في قولك: النساء يضربنني، ولا يجوز يضربني، لأنّ نون الإعراب في يضربوني، خارجة عن الفعل، فأمكن جعلها وقاية، ونون يضربن فاعل متصل كالجزء من الفعل، فلم تجعل وقاية


(١) الكتاب، ٢/ ٣٧٤ - ٣٧٥ والمقتضب، ٣/ ٧١ - ٧٣ وشرح المفصل، ٣/ ١٢٢ وشرح الكافية، ١/ ٢١ وشرح التصريح، ١/ ٢١٣.
(٢) الكافية، ٤٠٤.
(٣) البيت لعمرو بن معد يكرب ورد منسوبا له في الكتاب، ٣/ ٥٢٠ ولسان العرب مادة فلا، وخزانة الأدب، ٥/ ٣٧٢. ومن غير نسبة في شرح ديوان الحماسة، للمرزوقي، ١/ ٢٩٤ وشرح المفصل، ٣/ ٩١ وشرح الكافية، ٢/ ٢٢ ومغني اللبيب، ٢/ ٦٢١.
الثّغام: نبت له نور أبيض يشبّه به الشيب، يعلّ: يطيّب شيئا بعد شيء، الفالية هي التي تفلي الشعر أي تخرج القمل منه.
(٤) غير واضحة في الأصل.
(٥) شرح الوافية، ٢٨٠ وانظر شرح المفصل، ٣/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>