للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْأَمْسِ (١) ومنهم من يعملها كقوله: (٢)

كأن وريديه رشاءا خلب

ذكر لكنّ (٣)

وهي للاستدراك، تتوسّط بين كلامين متغايرين بالنفي والإثبات لرفع وهم نشأ من كلام سابق، والمعتبر فيه إنما

هو التغاير المعنوي لا اللفظي، تقول: ما جاء زيد لكنّ عمرا جاء، فالتغاير هنا حاصل لفظا ومعنى، وتقول: سافر زيد لكنّ عمرا حاضر، فالتغاير هاهنا حاصل معنى لا لفظا. وتخفّف فتلغى (٤) أي يبطل عملها مطلقا لعدم الاختصاص الموجب للعمل أعني لدخولها على الجملتين الاسمية والفعلية (٥) وأكثر ما تستعمل مع الواو كقوله تعالى: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى (٦) وقوله تعالى: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا (٧) بتخفيف لكن ورفع ما بعدها في قراءة ابن عامر (٨) وحمزة والكسائي (٩) وقال


(١) من الآية ٢٤ من سورة يونس.
(٢) الرجز لرؤبة بن العجاج ورد في ملحقات ديوانه، ٣/ ١٦٩، وقبله:
إذا دعاها أقبلت لا تتئب
وقد ورد هذا الرجز من غير نسبة في الكتاب، ٣/ ١٦٤ والإنصاف، ١/ ١٩٨ وشرح المفصل، ٨/ ٨٢ وشرح الكافية، ٢/ ٣٦ ولسان العرب، خلب ونسبه الأزهري في شرح التصريح، ١/ ٢٣٤ لرؤبة أيضا.
الوريدان: عرقان يكتنفان جانبي العنق، الرشاء: الحبل. الخلب بالضم: الليف.
(٣) الكافية، ٤٢٥.
(٤) شرح الوافية، ٣٩٦ وإيضاح المفصل، ٢/ ١٩٦.
(٥) خلافا ليونس والأخفش فقد أجازا إعمالها قياسا على إنّ وأنّ وكأنّ، الهمع، ١/ ١٤٣ وقال الرضي ٢/ ٣٦٠ ولا أعرف به شاهدا.
(٦) من الآية ٧ من سورة الأنفال.
(٧) من الآية ١٠٢ من سورة البقرة.
(٨) هو عبد الله بن عامر اليحصبي أحد القراء السبعة قرأ على الصحابي عثمان بن عفان وأخذ القراءة عنه يحيى بن الحارث الزماري وخلّاد بن يزيد، كان إماما كبيرا وتابعيا جليلا، أمّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في أيام عمر بن عبد العزيز، وجمع بين الإمامة والقضاء ومشيخة الإقراء بدمشق توفي سنة ١١٨ هـ. انظر ترجمته في الفهرست، ٤٣ والنشر، ١/ ١٤٤ وسير أعلام النبلاء، للذهبي، ٥/ ٢٩٢ وغاية النهاية، ١/ ٤٣٢.
(٩) في الكشف، ١/ ٢٥٦ قرأ حمزة والكسائي وابن عامر بتخفيف النون وكسرها ورفع ما بعدها، والباقون -

<<  <  ج: ص:  >  >>