للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضّاد في الشين وفي القراءة الصحيحة في قوله تعالى: لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ (١) وأدغمت الشين في السين في قوله تعالى: إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (٢)، وأدغمت الفاء في الباء في قوله: (يخسف بهم) (٣) وأدغمت الراء في الّلام في قوله تعالى: يَغْفِرْ لَكُمْ (٤).

ومنه: أنّهم لم يدغموا من حروف الحلق ما كان منها أدخل في الفم، في الأدخل في الحلق ومعنى ذلك أنّه لا يدغم الأخرج في الأدخل فلا تدغم الحاء في الهاء نحو: امدح هلالا، لأنّ الحاء أدخل في الفم والهاء أدخل في الحلق لكن تدغم الهاء في الحاء نحو: اجبه حاتما، لأنّ الهاء أدخل في الحلق، والحاء أدخل في الفم أي أقرب إلى الفم، فلذلك أدغمت الهاء في الحاء دون العكس (٥) وقس على ذلك وإنّما كرهوا ذلك لأن الأدخل في الحلق أثقل، فلو أدغموا الأخرج فيه لقلبوا الأخفّ إلى الأثقل بخلاف العكس وهو إدغام الأدخل في الأخرج فإنه قلب الأثقل إلى الأخفّ وهو أيضا مثل ما تقدّم من أنّ هذا هو المشهور عند النحاة ولكن قد ثبت في القراءة الصحيحة خلافه نحو قوله تعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ (٦) قرئ بإدغام الحاء في العين فأدغموا الأخرج وهو الحاء في الأدخل وهو العين وهو على خلاف القياس عند النّحاة (٧).

وأمّا ما يدغم مع التباعد في المخرج:

فمنه: أنّهم أدغموا الحرف في الحرف إذا تقاربا في الصفة نحو الواو والياء،


(١) من الآية ٦٢ من سورة النور، قال الدمياطي في الإتحاف، ٢٤: «والضاد تدغم في الشين في قوله تعالى لبعض شأنهم لا غير» وذكر ابن جماعة، ١/ ٣٤٦ أنها قراءة أبي عمرو بن العلاء، وانظر النشر، ١/ ٢٩٢.
(٢) من الآية ٤٢ من سورة الإسراء، وانظر النشر، ١/ ٢٩٢ والإتحاف، ٢٤.
(٣) من الآية ٩ من سورة سبأ، كذا في الأصل وهي قراءة الجماعة ما عدا أبا عمرو وابن كثير وقد أدغم ذلك الكسائي وحده لأن الحرفين اشتركا في المخرج، وفي منع إدغام لام التعريف فيهما، انظر الكشف، ٢/ ٤٩ - ١٥٦ والاتحاف، ٢٨٥ - ٣٥٧، قال ابن جماعة، ١/ ٣٤٦ وفي يخسف بهم عن الكسائي ونخسف في قراءته بالياء لا بالنون.
(٤) من الآية ٣١ من سورة آل عمران، وهي لأبي عمرو وحده، الكشف، ١/ ١٥٧ والاتحاف، ٢٣ - ١٣٧.
(٥) الممتع، ٢/ ٦٨٠ وشرح الشافية، للجاربردي ١/ ٣٤٧.
(٦) من الآية ١٨٥ من سورة آل عمران، وهي لأبي عمرو، النشر، ١/ ٢٩٠ والاتحاف، ٢٣/ ١٨٣.
(٧) شرح المفصل، ١٠/ ١٣٦ ومناهج الكافية، ٢/ ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>