للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر حروف الجرّ (١)

حرف الجرّ ما وضع للإفضاء بفعل أو شبهه أو معناه إلى ما يليه، قوله: ما وضع للإفضاء أي للإيصال، وقوله: إلى ما يليه، أي إلى ما يلي حرف الجرّ من الأسماء وقوله: بفعل احتراز من الاسم، والحرف، فإنّ الأصل/ في الاسم أن لا يعمل، وما عمل منه (٢) إنّما كان لشبهه بالفعل، وكذلك الحرف قوله: وشبهه (٣) أو معناه أي شبه الفعل من الأسماء أو معنى الفعل من الأسماء كاسم الفاعل والمفعول وغير ذلك، أمّا الفعل فنحو: مررت بزيد، وأمّا شبه الفعل فنحو: أنا مارّ بزيد، ومروري بزيد حسن فالباء هي التي أوصلت الفعل وشبهه إلى ما يليها من الاسم، وأمّا معنى الفعل فنحو: زيد في الدار لإكرامك، فاللّام متعلّقة بما في الدّار من معنى الاستقرار، وكذلك هذا أبوك في الدّار، فإنّ العامل ما في هذا من معنى الإشارة وإذا قلت: خرجت من البصرة فمن أوصلت معنى الخروج إلى البصرة على سبيل الابتداء، وكذلك قدمت إلى بغداد فإلى أوصلت معنى القدوم إلى بغداد، على سبيل الانتهاء.

وسمّيت حروف الجرّ إمّا لأنّها تجرّ معاني الأفعال إلى الأسماء (٤) وإما لأنّها أضيفت إلى عملها كقولهم: حروف الجزم وحروف النصب (٥).

وحروف الجرّ ثمانية عشر حرفا وهي: من وإلى وحتّى وفي والباء واللام وربّ وواو ربّ وواو القسم وتاؤه وعن وعلى والكاف ومنذ ومذ وحاشا وعدا وخلا.

واعلم أنّ عشرة من هذه الحروف وهي: من وإلى وحتّى وفي والباء واللّام وربّ وواو ربّ وواو القسم وتاؤه لا تكون إلّا حروفا، وخمسة تكون حروفا وأسماء وهي: عن وعلى والكاف ومنذ ومذ، والثلاثة البواقي تكون حروفا وأفعالا وهي:


(١) في الكافية، ٤٢٣ حروف الجر ما وضع للإفضاء بفعل أو معناه إلى ما يليه ونحوه في شرح الوافية، ٣٨٠.
(٢) في الأصل منها.
(٣) قوله: وشبهه سقط من الحد المذكور في الكافية، ومن شرح الوافية، ٣٨٠، وذكر عند الرضي، ٢/ ٣٩٩.
(٤) نسبه السيوطي في الهمع، ٢/ ١٩ إلى ابن الحاجب ونحوه في شرح الوافية، ٣٨٠.
(٥) نسب إلى الكوفيين في الهمع، ٢/ ١٩ وفي إيضاح المفصل، ٢/ ١٤٠ بعد ذكره الرأي الأول قال «وكذلك تجره» وانظر شرح المفصل، ٨/ ٧ وشرح الكافية، ٢/ ٣١٩ وحاشية الخضري، ١/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>