للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغلط؛ فإنّه يجوز فيها كلّها إبدال الظاهر من المضمر مطلقا، لاختلاف البدل والمبدل منه في المعنى، فتقول في بدل البعض، اشتريتك نصفك واشتريتني نصفي، فالنصف فيهما وهو ظاهر بدل من كاف المخاطب في اشتريتك ومن ياء ضمير المتكلّم وتقول في بدل الاشتمال: مدحتك علمك ومدحتني علمي، وفي بدل الغلط ضربتك الحمار وضربتني الحمار.

ذكر عطف البيان (١)

وحدّه (٢): بأنّه تابع غير صفة يوضّح متبوعه، فقال: غير صفة ليخرج الصفة، ووجه تغايرهما؛ أنّ عطف البيان لا يدلّ على معنى في متبوعه زائد على الذّات، بخلاف الصفة وقوله: يوضّح متبوعه ليخرج التأكيد والبدل فإنّهما لا يوضّحان متبوعهما (٣) ومثاله (٤):

أقسم بالله أبو حفص عمر

فعمر موضّح لأبي حفص، لأنّ أبا حفص كنية عمر رضي الله عنه، ولما كان في الكنية اشتراك أتي بعمر ليوضّح الكنية، ومما ينفرد به عطف البيان عن البدل قول المرّار: (٥)

أنا ابن التارك البكريّ بشر ... علية الطّير ترقبه وقوعا

/ لأنّ البدل في حكم تكرير العامل، فيمتنع جرّ بشر على البدل؛ لأنّه يصير التقدير أنا ابن التارك بشر فيمتنع لما ذكرنا من امتناع الضارب زيد (٦)، ويتعيّن أن


(١) في الكافية، ٤٠٢ «تابع غير صفة يوضح متبوعه».
(٢) في الأصل وحدوه.
(٣) شرح المفصل، ٣/ ٧٠ وتسهيل الفوائد، ١٧١.
(٤) الرجز لعبد الله بن كيسبه، وبعده:
ما مسّها من نقب ولا دبر
ورد منسوبا في خزانة الأدب، ٥/ ١٥٤، ونسبه ابن يعيش في شرح المفصل، ٣/ ٧١ لرؤبة بن العجاج وردّه العيني في شرح الشواهد، ١/ ١٢٩ بقوله: وهذا خطأ لأن وفاة رؤبة في سنة خمس وأربعين ومائة، ولم يدرك عمر ولا عدّه أحد من التابعين وورد الرجز من غير نسبة في شرح الكافية، ١/ ٣٤٣ وشرح شذور الذهب، ٤٣٥ وشرح ابن عقيل، ٣/ ٢١٩ وشرح التصريح، ١/ ١٣١ وشرح الأشموني ١/ ١٢٩.
(٥) والمرار بن سعيد بن حبيب بن خالد الفقعسي للأسدي. شاعر إسلامي. انظر أخباره في معجم الشعراء ١٧٦. ورد منسوبا له في الكتاب، ١/ ١٨٢ وشرح المفصل، ٣/ ٨٣ وشرح الشواهد، ٣/ ٨٧ وشرح التصريح، ٢/ ١٣٣ وخزانة الأدب، ٤/ ٢٨٤ وورد من غير نسبة في المقرب، ١/ ٢٤٨ وشرح الكافية، ١/ ٣٤٣ وشرح شذور الذهب. ٤٣٦ وشرح الأشموني، ٣/ ٨٧.
(٦) أي امتناع إضافة الوصف المقترن بأل إلى المعرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>