للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَبَإٍ (١) بإسكان الهمزة في الوصل، إجراء للوصل مجرى الوقف (٢) وكذلك قول الشاعر: (٣)

لقد خشيت أن أرى جدبّا ... في عامنا ذا بعد ما ما أخصبّا

فإنّ التشديد إنّما يكون/ في الوقف نحو ما تقدّم في الوقف بالتضعيف من يا فرج واحمرّ فشدّد الشاعر أخصبّا في الوصل تشبيها بالوقف فإنه يقال في الوقف أخصبّ بغير ألف الوصل، فجمع في أخصبّا بين الحركة والتشديد، وشرط أحدهما انتفاء الآخر، فأجري المشدّد في الوقف مجرى غير المشدّد في الوصل (٤)، وحكى سيبويه أنهم يقولون في العدد: ثلاثة اربعة إجراء للوصل مجرى الوقف (٥).

ذكر الوقف على الكلم غير المتمكّنة (٦)

تقول في الوقف عليها: أنا، وأنه، إمّا بالألف أو بهاء السّكت (٧) لأنّك لو سكّنت النون وقلت: أن بمعنى أنا أشبه أن التي هي حرف، فجيء بالألف أو بهاء السكت للفرق بينهما (٨) وتقول: هو وهي بإسكان الواو والياء، وهوه وهيه بتحريكهما وإلحاق هاء السكت، أمّا سكونهما فلأنّ حكم ما يوقف عليه السكون،


(١) من الآية ٢٢ من سورة النمل.
(٢) قرأ قنبل بسكون الهمزة كأنه نوى الوقف وأجرى الوصل مجراه، والباقون بالكسر والتنوين فهو مصروف لإرادة الحي، الإتحاف، ٣٣٥، ٣٣٦، وانظر السبعة لابن مجاهد، ٤٨٠ والكشف، ٢/ ١٥٥.
(٣) الرجز اختلف حول قائله فقد نسبه سيبويه، ٤/ ١٧٠ لرؤبة، وقد ورد في ملحقات ديوانه، ٣/ ١٦٩ ونسبه ابن يسعون كما ذكر البغدادي في شرح شواهد الشافية، ٤/ ٢٥٤ لربيعة بن صبيح، وقد ورد منسوبا له في شرح الشواهد، ٤/ ٢١٩ ونسبه الرضى في شرح الشافية، ٢/ ٣١٩ لرؤبة وسجل الخلاف حوله الأزهري في شرح التصريح، ٢/ ٣٤٦ وورد الرجز من غير نسبة في شرح المفصل، ٩/ ٦٩ وشرح الأشموني، ٤/ ٢١٩.
(٤) في الأصل التوصل.
(٥) في الكتاب، ٣/ ٢٦٥ وزعم من يوثق به، أنه سمع من العرب من يقول: ثلاثه اربعه طرح همزة اربعه على الهاء ففتحها وفي إيضاح المفصل، ٢/ ٣١٥ ولا يختص بحال الضرورة تقول: ثلاثه اربعه.
(٦) المفصل، ٣٤٣.
(٧) في إيضاح المفصل، ٢/ ٣١٧ أنها اللغة الفصيحة وقال الجاربردي، ١/ ١٧٧ ويجوز أن يكون الهاء بدلا من الألف لقرب مخرجها.
(٨) هذا تعليل من تعليليين ذكرهما ابن الحاجب في الإيضاح، ٢/ ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>