للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقدير حتّى أنا أدخلها فلا تكون هذه الجملة خبرا لكان لخلوها من الضمير العائد على اسم كان، ولفصل حتى بين اسم كان الذي هو سيري وبين ما وقع خبرا عنه من غير سبب، وأمّا لو زدت شيئا يصلح أن يكون خبرا لكان (١) وقلت مثلا: كان سيري سيرا متعبا أو أمس حتى أدخلها، جاز النصب والرفع، فتكون حتى في النصب بمعنى إلى أن، وفي الرفع حرف ابتداء أي حتّى أنا أدخلها، وكذلك يجوز الوجهان إذا كانت كان في المثال المذكور تامّة فإنّها لا تحتاج حينئذ إلى خبر ويصير التقدير: وجد سيري حتى أدخلها بالرفع والنصب على الوجهين المذكورين في حتى وأمّا قولك:

أيّهم سار حتى يدخل/ البلد، فيجوز فيه الرفع والنصب لأنّه لم يشك في السير وإنّما شكّ في السائر ويكون المعنى في الرفع: أيّهم سار حتى هو يدخلها، وفي النصب:

أيّهم سار إلى أن يدخلها (٢).

ذكر لام كي، ولام الجحود (٣)

أمّا لام كي؛ فمعناها معنى كي، وينصب الفعل بعدها بتقدير أن، وأمّا لام الجحود فهي لام لتأكيد النفي الداخل على كان كقوله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (٤) وينصب الفعل بتقدير أن بعدها كما قيل في حتّى، والفرق

بينهما وبين لام كي، لزوم اختلال المعنى بحذف لام كي، بخلاف لام الجحود لكونها زائدة (٥).

ذكر الفاء الناصبة للفعل (٦)

أمّا الفاء فتنصب الفعل باضمار أن بشرطين: أحدهما: أن يكون ما قبلها سببا لما بعدها، والثاني: أن يكون قبلها أحد الأمور الستة وهي: الأمر والنهي والنفي


(١) بعدها تكرر قوله: لخلوها ... إلى: هو سيري ... وشطب الناسخ عليه وزاد بعد «لكان» كلمة «لفظا» ثمّ شطب عليها أيضا.
(٢) انظر شرح الوافية، ٣٤٧ وشرح الكافية، ٢/ ٢٤٢ وشرح التصريح، ٢/ ٢٣٨.
(٣) الكافية، ٤١٧.
(٤) من الآية ٣٣ من سورة الأنفال.
(٥) شرح الوافية، ٣٤٧.
(٦) الكافية، ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>