للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بناء الفاعل نحو: يضرب (١) وإن كان المضارع معتلّ العين فتقلب عينه ألفا سواء كانت واوا أو ياء، تقول في يقول ويبيع: يقال ويباع، لأنّ أصلهما يقول ويبيع فنقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلهما وقلبت ألفا لتحركهما في الأصل وانفتاح ما قبلهما، فصارا يقال ويباع (٢).

ذكر الفعل المتعدّي (٣)

المتعدّي هو الذي لا يعقل إلّا بمتعلّق غير الفاعل نحو: ضرب زيد، فإنّ فهمه يتوقف على شيء يتعلّق به ضرب الضّارب، بخلاف غير المتعدي نحو: قعد زيد، فإنّ فهمه لا يتوقّف على شيء آخر، وغير المتعدي يصير متعدّيا، إمّا بالهمزة نحو: أذهبت زيدا، أو بتضعيف العين نحو: فرّحت زيدا أو بحرف الجرّ نحو: ذهبت بزيد (٤) والمراد بتعدية الفعل تضمينه معنى التصيير إذ معنى خرجت به صيّرته خارجا، والفعل المتعدّي إن كان متعلّقه واحدا كان

متعدّيا إلى واحد، وإن كان/ متعلّقه اثنين كان متعدّيا إلى اثنين مثل: كسوت وأعطيت وعلمت وظننت، وليس في المعاني ما تتوقّف عقليّته على ثلاث متعلّقات غير فعلين وهما: أعلمت وأريت أدخل على علمت ورأيت الهمزة فتعدّى إلى ثلاثة، لزيادة الهمزة الفعل معنى ازداد بسببه مفعولا آخر، فإذا قلت أعلمت زيدا عمرا فاضلا، كان معناه صيّرت زيدا ذا علم بأن عمرا فاضل، وكذلك أريت، وزاد الأخفش أظننت وأحسبت وأخلت وأزعمت، وهو غير مسموع (٥) وأجري مجرى أعلمت وأريت: أخبرت وخبّرت وحدّثت وأنبأت ونبّأت، فنصبوا بها ثلاثة مفاعيل


(١) مراده أن فيما زاد على الثلاثة وأريد بناؤه لاسم الفاعل يضمّ أوله ويكسر ما قبل آخره، وفي حالة بنائه للمجهول يضمّ أوله ويفتح ما قبل آخره أيضا وكأنّ فتح ما قبل آخره جاء تمييزا له عن اسم الفاعل، وقد علّل الرضي ذلك تعليلا آخر فقال: إنّما ضمّ أول المضارع حملا على أول الماضي، وأمّا فتح ما قبل آخره دون الضمّ والكسر فلتعتدل الضمة بالفتحة في المضارع الذي هو أثقل من الماضي. انظر شرح الكافية، ٢/ ٢٧٢.
(٢) شرح الوافية، ٣٥٩.
(٣) الكافية، ٤١٩.
(٤) شرح المفصل، ٧/ ٦٤ وشرح الكافية، ٢/ ٢٧٤.
(٥) شرح الوافية، ٣٦٠ وفي الهمع، ١/ ١٥٩ نسب إلى ابن السراج أيضا وزاد عليها الفعل أوجد، قال: قياسا على أعلم وأرى ولم يسمع وانظر رد الرضي على هذا الرأي في شرح الكافية، ٢/ ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>