للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألم يأتيك والأنباء تنمي ... ...

وفي رواية ابن كثير: (١) إنه من يتقي ويصبر (٢) وفيه تأويلان:

أحدهما: أن تكون من شرطا، وقد حمل يتّقي على الصحيح نحو: يقتدر، ويكون يصبر مجزوما على ما يقتضيه الشرط.

وثانيهما: أن تكون من بمعنى الذي فيكون يتقي مرفوعا لأنّ رفعه بإثبات الياء ويصبر مرفوعا، أيضا لكن سكّنت لامه تخفيفا حملا للصحيح على المعتلّ، لأنّ المعتلّ تسكّن لامه في الرفع والأول أولى (٣) لأنّه حمل للفرع على الأصل، لأنّ المعتلّ فرع والصحيح أصل، بخلاف الثاني فإنه حمل للأصل على الفرع.

ذكر إعراب الألف (٤)

وهي تثبت ساكنة رفعا ونصبا وجرّا، لأنّ تحريكها يخرجها عن حقيقتها وتسقط في الجزم كسقوط أختيها، إذ موجب حذفهما موجب لحذفها أيضا نحو: لم يخش، وشذّ إثباتها في الجزم كما شذّ إثبات أختيها فيه كقول الشّاعر: (٥)

... ... كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا


- الكافية، ٢/ ٢١٩ وهمع الهوامع، ١/ ٥٢ وشرح الأشموني، ١/ ٢٠٣ - ٢/ ٤٤.
(١) هو عبد الله بن كثير بن عمرو ولد بمكة ولقي بها عبد الله بن الزبير، وأخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن السائب وروى القراءة عنه حماد بن سلمة والخليل بن أحمد توفي سنة ١٢٠ هـ انظر ترجمته في الفهرست، ٤٢ - ٤٣ وغاية النهاية، ١/ ٤٤٣ والنشر، ١/ ١٢٠.
(٢) من الآية ٩٠ من سورة يوسف، وفي الكشف، ٢/ ١٨ قرأ قنبل بياء في الوصل والوقف وحذفها الباقون في الوصل والوقف، وانظر النشر، ٢/ ٢٩٧ والاتحاف، ٢٦٧.
(٣) تبع أبو الفداء ابن الحاجب في هذا التفضيل، انظر إيضاح المفصل، ٢/ ٤٥٩ فالنقل منه مع تصرف يسير وفي البحر، ٥/ ٣٤٣ ذكر عددا من التوجيهات ثم قال: «والأحسن من هذه الأقوال: أن يكون يتقي مجزوما على لغة، وإن كانت قليلة».
(٤) المفصل، ٣٨٧ - ٣٨٨.
(٥) هذا عجز بيت لعبد يغوث بن وقّاص وصدره:
وتضحك مني شيخة عبشميّة
وقد ورد منسوبا له في المفضليات، ١٥٨ والحلل، ٣٣٩ وشرح شواهد المغني، ٢/ ٦٧٥ وورد من غير نسبة في المحتسب، ١/ ٦٩ وشرح المفصل، ٩/ ١١١ - ١٠/ ١٠٤ ومغني اللبيب، ١/ ٢٧٨ وشرح الأشموني، ١/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>