للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يقال قالوا: مقول ومخيط بغير إعلال والقياس إعلاله فيقال: مقال ومخاط لأنّه على مثال الفعل، وقد فارقه بزيادة لا تكون في الفعل فهو مثل مقام، فالجواب: أنه منقوص من مقوال ومخياط فكما لم يعلّ الأصل لمفارقته وزن الفعل بزيادة الألف، ولأنّ حرف العلّة قد اكتنفه الساكن، فكذلك لم يعلّ الفرع.

وأمّا ما وافق الفعل في الحركات والسكنات وفارقه بمثال لا يكون للفعل فنحو: أن يبنى من باع وبابه مثل تحلئ (١) بكسر التاء الفوقية وهو القشر الذي فيه الشّعر فوق الجلد، فإذا بنيت مثله من باع ونحوه فتعلّه لأنّه ليس على مثال المضارع لأنّ الأفعال ليس فيها تفعل (٢) بكسر التّاء فتقول على هذا تبيع بإسكان الياء وإلقاء حركتها على الساكن الذي قبلها ولو صححت لقلت تبيع بكسر الياء التحتية (٣).

ذكر ما صحّح من الأسماء المعتلّة المزيد فيها لمماثلتها الفعل (٤)

وهو أنّ كلّ ما كان من الأسماء على مثال الفعل وليس فيه ما يفارقه به فإنّه يصحّحّ فرقا بينه وبين الفعل فمن ذلك أدور بضمّ الواو جمع دار ومنه: أبيض وأسود ومنه: أعين بضمّ الياء وإخوان وأخونة الذي يؤكل عليه (٥) وأعينة فصحّ حرف العلّة في ذلك، ولم يعلّ بنقل حركته إلى الساكن الذي قبله لأنه لو أعلّ كذلك لبقي: أدور وأباض وأساد وأعين وأخانة وأعانة وهو جمع عيان وهي حديدة في رأس المحرك فيصحّ في ذلك كله لأنّ الزيادة في أوله همزة، والهمزة من زوائد الأفعال فصحّح لئلا يلبس بالفعل، ومما يجب فيه تصحيح حرف العلّة أيضا أنك لو بنيت تفعل بفتح التاء وكسر العين، أو تفعل بفتحهما من زاد يزيد أو قال يقول لقلت في الأول: تزيد وتقول على وزن تفعل وقلت في الثاني: تزيد وتقول على تفعل بفتحهما، ووجب


(١) الكتاب، ٤/ ٣٥٢ وشرح المفصل، ١٠/ ٨٦ وشرح الشافية للجاربردي، ١/ ٣٠٠.
(٢) في الأصل تفعّل بتشديد العين.
(٣) شرح المفصل، ١٠/ ٨٦ وشرح الشافية، ٣/ ١٥٦.
(٤) المفصل، ٣٨٠.
(٥) الخوان والخوان: الذي يؤكل عليه، معرب، والجمع أخونة في القليل وفي الكثير خون، والإخوان كالخوان، اللسان، خون.

<<  <  ج: ص:  >  >>