للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو: لولا أنّك منطلق انطلقت لأنّ ما بعد لولا مبتدأ خبره محذوف، لأنّ المفرد بعد لولا ملتزم في الاستعمال، وتفتح أيضا إذا وقعت بعد «لو» نحو: لو أنّك قائم لوقوعها موقع المفرد لكونه فاعلا لفعل محذوف أي لو وقع قيامك كان كذا، وتفتح أيضا إذا وقعت بعد حرف الجرّ نحو: عجبت من أنّك منطلق أي من انطلاقك لأنّ المجرور لا يكون إلّا مفردا، وتفتح أيضا إذا وقعت بعد حيث أيضا على المختار، وإن كانت الجملة بعدها ملتزمة اعتبارا بالأصل لأنّها ظرف، والأصل إضافتها إلى المفرد فاعتبر الأصل فيها (١) واعلم أنه إذا تعذّر تأويل الجملة التي بعد أنّ بالمفرد قدّرت بالكون، كقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ (٢) أي لو ثبت كون ما في الأرض (٣).

ذكر المواضع التي يجوز فيها كسر إن وفتحها (٤)

وهو أنّ كلّ موضع وقعت فيه واحتمل أن تقدّر موضعا للجملة، وأن تقدّر موضعا للمفرد، جاز الكسر والفتح باعتبار التقديرين مثل قوله: (٥)

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا ... إذا أنّه عبد القفا واللهازم

فإن قدّرت أنّها وقعت موقع إذا هو عبد القفا، كسرت لمكان الجملة، وإن قدّرت إذا العبوديّة والخبر محذوف فتحت لوقوعها موقع المفرد، لأنّ المعنى فإذا العبودية حاصلة، وكذلك إذا قلت: من يكرمني فإنّي أكرمه إن قدّرت أنّها وقعت موقع


(١) هذا رأي ابن الحاجب في شرح الوافية، ٣٩٠، ونصّ ابن هشام في المغني، ١/ ١٣٢ على ندرة إضافتها إلى المفرد، ثم قال: والكسائي يقيسه. وانظر الهمع، ١/ ١٣٧ وحاشية الصبان، ١/ ٢٧٤.
(٢) من الآية ٢٧ من سورة لقمان.
(٣) إيضاح المفصل، ٢/ ١٦٩ - ١٧٠.
(٤) الكافية، ٤٢٤.
(٥) البيت لم يعرف قائله وقد ورد في الكتاب، ٣/ ١٤٤ والمقتضب، ٢/ ٣٥٠ - والخصائص، ٢/ ٣٩٩ وشرح المفصل، ٤/ ٩٧ - ٨/ ٦١ - ٦٢ وشرح الكافية، ٢/ ٣٤٠ - ٣٥٠ وشرح الأشموني، ١/ ٢٧٦ وشرح التصريح، ١/ ٢٢٨ وهمع الهوامع، ١/ ١٣٨ عبد القفا واللهازم: كناية عن الخسّة واللهازم جمع لهزمة بكسر اللّام وهي طرف الحلقوم أراد أنه ظنّ سيادته فلما نظر إلى قفاه ولهازمه تبيّن عبوديته ولؤمه، وخصّ هذين لأنّ
القفا موضع الصفع، واللهازم موضع اللكز والمعنى كنت أظنّ سيدا كما قيل؛ فإذا هو ذليل خسيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>