للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر إعراب غير (١)

وغير اسم متمكّن يعرب إعراب المستثنى بإلّا، فينصب في الموجب وفي التقديم وجوبا نحو: جاء القوم غير زيد، وما جاءني غير زيد أحد، ويجب أيضا فيه النصب في المنقطع على لغة أهل الحجاز نحو: ما جاءني أحد غير حمار، ويختار فيه البدل في غير الموجب نحو: ما جاءني أحد غير زيد، ويعرب على حسب العوامل في المفرغ نحو: ما جاءني غير زيد، وما ضربت غير زيد، وما مررت بغير زيد (٢) وما بعد غير مخالف لما قبلها في النفي والإثبات فهي تشابه إلّا بذلك وغير أصل في باب الصّفة، وهي دخيلة ومحمولة على إلّا في الاستثناء، وإلّا أصل في الاستثناء وهي دخيلة ومحمولة على غير في الصفة لكون إلّا حرفا، وأصل الحرف ألّا يقع صفة، والفرق بين غير إذا استثني بها، وبينها إذا كانت صفة، أنّها إذا استثني بها تقتضي إخراج ما بعدها، وإذا كانت صفة دلّت على المغايرة من غير إخراج، فإنّه إذا قال:

عليّ مائة درهم غير درهم، بنصب غير لزمه تسعة وتسعون: إذ (٣) التقدير له عليّ مائة إلّا درهما، ولو قال: له مائة غير درهم بالرفع لزمه المائة لعدم الإخراج، إذ التقدير له عليّ مائة مغايرة لدرهم (٤) ولا يجوز وقوع إلّا

صفة/ إلّا إذا تعذّر الاستثناء بها وذلك إنّما يكون إذا كانت تابعة لجمع منكور غير محصور كقوله تعالى: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا (٥) فإلّا وقعت تابعة لآلهة وهي جمع منكور غير محصور فهي صفة (٦) وإنما اشترط أن تكون تابعة، لأنّها لو وقعت غير تابعة نحو: قام إلّا زيد؛ بحذف الموصوف بمعنى؛ قام رجال إلّا زيد، لم يجز ذلك، بخلاف قام غير زيد، فإنّه يجوز وإنّما افتقرت إلّا إلى وجود الموصوف دون غير لكون إلّا حرفا وهو


(١) الكافية، ٣٩٦.
(٢) شرح الوافية، ٢٣٥ وشرح التصريح، ١/ ٣٦٠.
(٣) في الأصل إذا.
(٤) شرح المفصل، ٢/ ٨٨ وشرح الكافية، ١/ ٢٤٥.
(٥) من الآية ٢٢ من سورة الأنبياء.
(٦) الكتاب، ٢/ ٣٣١ - ٣٣٢ والمقتضب، ٤/ ٤٠٨ والمغني، ١/ ٧٠ وشرح التصريح، ١/ ٣٦٠ وشرح الأشموني، ٢/ ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>