للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أغزيت واستغزيت (١) والأصل: أغزوت واستغزوت لأنّه من الغزو فقلبت الواو ياء قلبا مطّردا لوقوعها رابعة فصاعدا.

ومنها: ما شذّ قلبها فيه وهو نحو: صبية وثيرة وعليان وييجل، أمّا صبية فالأصل: صبوة وصبوان، لأنه من صبوت (٢) وأمّا ثيرة جمع ثور فحقّه أن يقال فيه ثورة مثل زوج (٣) وزوجة وقال المبرد: أرادوا أن يفرّقوا بين الثّور الذي هو الحيوان والثور الذي هو القطعة من الأقط (٤) فقالوا في الحيوان: ثيرة وفي الأقط: ثورة (٥) وأما عليان وعليانة وهي الناقة الطويلة فأصلها: علوانة لأنها من علوت فقلبت الواو ياء في ذلك كلّه على غير قياس، وأما ييجل فأصله يوجل لأنه من الوجل فكرهوا الخروج من الياء إلى الواو كما كرهوا الخروج من الكسرة إلى الضمّة فقلبوا الواو ياء فصار ييجل وهو أيضا غير مطّرد وإنما يسمع ولا يقاس عليه (٦).

ذكر إبدال الياء من الهمزة (٧)

وتبدل منها متى انكسر ما قبلها ساكنة كانت الهمزة أو مفتوحة كذيب ومير بدلا مطّردا، والمير جمع مئرة وأصل ميرة: مئرة بالهمز وهي العداوة فقلبت كما تقدّم في تخفيف الهمز.

ذكر إبدال الياء من النون (٨)

وقد أبدلت في جمع إنسان وظربان (٩) فقالوا: أناسيّ وظرابيّ بتشديد الياء


(١) الكتاب، ٤/ ٣٩٣.
(٢) شرح المفصل، ١٠/ ٢٤.
(٣) الكتاب، ٣/ ٥٨٨ - ٤/ ٣٦١.
(٤) وهو لبن جامد متحجر، اللسان، ثور.
(٥) لم أقف على رأي المبرد هذا في ما بين يدي من كتبه، ونسب إليه في الخصائص ١/ ١١٢ وشرح المفصل، ١٠/ ٢٤.
(٦) قال أبو علي، هو قياس عن قوم وإن كان ضعيفا، شرح الشافية، ٣/ ٢١٠.
(٧) المفصل، ٣٦٣ - ٣٦٤.
(٨) المفصل، ٣٦٤.
(٩) الظربان: دويبة تشبه الكلب منتنة، اللسان، ظرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>