للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نودي المضاف إلى ياء المتكلّم نحو: يا غلامي، فلهذه الياء في النّداء أربعة أوجه: (١)

إثباتها مفتوحة وهو الأصل كقولك: يا غلامي أقبل وقرئ يا عِبادِيَ (٢) بالفتح (٣) وإنّما كان كذلك لأنّها اسم على حرف واحد، فقويت بالحركة، كما فعلوا بالكاف في غلامك والتاء في رأيت، والثاني: إسكانها/، تخفيفا نحو: يا غلامي وقد قرئ: يا عبادي لا خوف عليكم (٤) والثالث: حذفها مع بقاء كسر ما قبلها كقولك: يا غلام بحذف ياء الإضافة (٥)، وإنّما حذفت تخفيفا لكثرته في كلامهم (٦) والرابع: قلبها ألفا لأنّ الألف أخفّ من الياء، وليحصل بالألف زيادة مدّ في الصوت (٧) نحو: يا ربّا تجاوز عنّي، ويا غلاما أقبل، قال الشّاعر: (٨)

وحديثها كالغيث أبصره ... راعي سنين تتابعت جدبا

فرآه يبسط راحتيه له ... ويقول يا ربّاه يا ربّا

وإذا وقفت ألحقتها الهاء، تبيّنا للألف فقلت: يا ربّاه ويا غلاماه، وإذا نودي ابن المضاف (٩) إلى العمّ أو الأمّ المضافين إلى المتكلّم كقولك: يا بن عميّ يا بن أميّ جاز فيهما جميع ما ذكر في المضاف إلى ياء المتكلّم، فتفتح الياء من عمّي


(١) الكافية، ٣٩٠.
(٢) من الآية ٥٦ من سورة العنكبوت ونصها: يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون.
(٣) وهي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبي جعفر، الكشف ٢/ ٢٣٨، والنشر، ٢/ ٣٤٤ والاتحاف، ٣٤٦.
(٤) من الآية ٦٨ من سورة الزخرف، وقد قرأها أبو بكر بالفتح ويقف بالياء، وأسكنها نافع وأبو عمرو وابن عامر، ويقفون بالياء، وحذفها الباقون في الوصل والوقف، الكشف، ٢/ ٢٦٣ والنشر، ٢/ ٣٧٠ والاتحاف، ٣٦٨.
(٥) في الأصل يالإضافة، وفي حاشية الأصل وقرئت يا عباد وهي قراءة حمزة والكسائي وابن كثير «انظر المصادر السابقة».
(٦) شرح الكافية، ١/ ١٤٧.
(٧) شرح المفصل، ٢/ ١١، وشرح التصريح، ٢/ ١٧٧.
(٨) البيتان لم يعرف قائلهما، وردا في الخصائص، ١/ ٢٩ - ١٢٩، وأمالي القالي، ١/ ٨٣ ورواية الثاني في الأمالي:
فأصاخ يرجو أن يكون حيا ... ويقول من فرح هيا ربا
وانظر المغني، ١/ ٢٠.
(٩) الكافية، ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>