للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (١) لأنّه لا يوصف بالعقل في العرف، ويوصف بالعلم، وشرط الجمع الصحيح في الصفة أن لا يكون فعلان فعلى نحو: سكران، ولا أفعل فعلاء نحو: أحمر وأبيض، ولا مستويا فيه المذكّر والمؤنّث نحو: جريح وصبور، أمّا فعلان فعلى، فلأنّ فعلان فعلانة جمع هذا الجمع نحو: ندمان وندمانون، فلو جمع سكران كذلك لالتبس به (٢). وأما باب أحمر فللفرق بينه وبين أفعل التفضيل، فإنّ أفعل التفضيل جمع به، نحو: أفضل وأفضلون، وأمّا جريح وهو فعيل بمعنى مفعول، فللفرق بينه وبين فعيل بمعنى فاعل، فإنّه جمع مصحّحا نحو: سميع وسميعون، وأمّا صبور فإنّه لمّا وافقوا بين المذكّر والمؤنّث في المفرد، لم يخالفوا بينهما في الجمع، فلم يقولوا: صبورون ولا صبورات بل صبر فيهما، ومن شرط جمع الصفة أيضا، أن لا تكون بتاء تأنيث مثل: علّامة ونسّابة (٣) خلافا للكوفيين فإنّهم يجيزون في علّامة ونسّابة، علّامون ونسّابون، وفي طلحة وحمزة، طلحون وحمزون، وكذلك ما أشبه ذلك.

واعلم أنّ الاسم إن كان ملحقا بالصحيح فيجمع جمع الصحيح، فتقول في دلو وظبي: دلوون وظبيون علمين وإن كان معتلّا؛ فإن كان آخره ياء قبلها كسرة حذفت الياء وضمّ ما قبل الواو، نحو قاض، فيقال: قاضون في الرفع، وقاضين في النصب والجر، لأنّ أصل ذلك قاضيون فحذفت الضمّة استثقالا لها على الياء بعد الكسرة، فالتقى ساكنان الياء وواو الجمع، فحذفت الياء ثم قلبوا الكسرة التي على الضّاد ضمة، ليمكن النطق بالواو، وأصل قاضين قاضيين كرهوا الكسرة على الياء بعد الكسرة فحذفوها فالتقى ساكنان، ياء القاضي وياء الإعراب، فحذفت الأولى وبقي ما قبل ياء الإعراب مكسورا على ما كان عليه.

وإن كان آخره ألفا حذفت لالتقاء الساكنين وترك ما قبل الياء مفتوحا لتدلّ الفتحة على الألف المحذوفة، فيقال في الرفع: مصطفون بفتح الفاء، وفي النصب


(١) من الآية ٢٣ من سورة الحجر.
(٢) أي لالتبس بباب فعلان فعلانة، شرح الوافية ٣١٩.
(٣) شرح الكافية، ٢/ ١٨٢ - ١٨٣ وشرح التصريح، ١/ ٧٠ - ٧٢ وهمع الهوامع، ١/ ٤٥ وشرح الأشموني، ١/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>