للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي من فوقه يصف قطاة غدت من فوق فرخها طالبة للورد.

وأما الكاف (١): فللتشبيه نحو: زيد كالأسد، وزائدة (٢) كقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (٣) ويدخل عليها حرف الجرّ فتكون اسما بمعنى مثل (٤) كقوله: (٥)

يضحكن عن كالبرد المنهمّ

وأمّا منذ ومذ: (٦) فيكونان اسمين وقد تقدّما في الظروف، ويكونان حرفي جر، ويفرّق بينهما، أمّا من جهة اللفظ، فإنّهما إذا كانا اسمين رفع ما بعدهما وإن كانا حرفين جرّ ما بعدهما وأمّا من جهة المعنى، فإنّهما إذا كانا حرفين/ تعلّقا بما قبلهما وكان الكلام بهما جملة واحدة، وإذا كانا اسمين ورفع ما بعدهما كقولك: ما رأيته مذ يومان، كان الكلام جملتين الجملة الأولى فعليّة والثانية اسميّة يصحّ أن يصدق في إحداهما ويكذب في الأخرى (٧) فيصدق في قوله: ما رأيته ويكذب في قوله: مذ يومان، وهذا المعنى مستحيل فيهما إذا كانا حرفين، وفرق آخر: أنّهما إذا كانا حرفين فالمعنى كائن فيما دخلا عليه لا فيهما، فإذا قلت: زيد عندنا مذ شهر، وخفضت كان الشّهر هو الذي حصل فيه الاستقرار هناك وكانت مذ حينئذ بمعنى في، وإن رفعت الشهر تعيّنت مذ للاسميّة وكان المعنى أنّ الوقت الذي حصل فيه الاستقرار شهر، وذهب قوم من النحاة إلى أنهما لا يكونان إلّا اسمين فإذا رفعت ما بعدهما كان التقدير


(١) الكافية، ٤٢٤.
(٢) المغني، ١/ ١٧٩.
(٣) من الآية ١١ من سورة الشورى.
(٤) في الكتاب، ١/ ٤٠٨ إلا أن ناسا من العرب إذا اضطروا في الشعر جعلوها بمنزلة مثل، وانظر شرح الوافية، ٣٨٤ وشرح المفصل، ٨/ ٤٢ وشرح الكافية، ٢/ ٣٤٣ ورصف المباني، ١٩٦ والهمع، ٢/ ٣٠.
(٥) هذا عجز بيت من الرجز للعجاج وقبله:
بيض ثلاث كنعاج جمّ
ورد في ديوانه، ٢/ ٨٧ وورد منسوبا له في شرح الشواهد، ٢/ ٢٢٥ وشرح التصريح على التوضيح، ٢/ ١٨ وشرح شواهد المغني، ١/ ٥٠٣،
وورد من غير نسبة في شرح المفصل، ٨/ ٤٢ - ٤٤ ومغنى اللبيب، ١/ ١٨٠ وهمع الهوامع، ٢/ ٣١. المنهمّ: الذائب يعني أن النسوة يضحكن عن أسنان كالبرد الذائب لطافة ونظافة.
(٦) الكافية، ٤٢٤.
(٧) شرح المفصل، ٨/ ٤٤ - ٤٥ ويبدو أن المصنف ينقل عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>