للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسمّيها الكوفيون لام الصيرورة (١) وهي تشبه لام كي أيضا كقول سابق البربري: (٢)

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدّهر نبنيها

وكقول الآخر: (٣)

هم سمّنوا كلبا ليأكل بعضهم ... ولو أخذوا بالحزم ما سمّنوا الكلبا

كأنه فعل ليكون عاقبة الفعل هذا (٤).

ثانيها: لام التعريف: (٥) وإنما لم تعمل مع أنّها مختصّة بالأسماء، لأنّها تصير مع ما دخلت عليه كبعض أجزائه، وهي ضروب منها: لام تعريف الجنس، ولام العهد وتفترقان، أنك تريد بالتي للجنس استغراق الجنس، وبالتي للعهد شيئا واحدا معهودا لك ولمن تخاطبه وقد تقدّم ذكرهما (٦) واللام التي تكون عوضا من ياءي النسب كاليهود والمجوس فدخول اللّام عليهما إنما هو عوض عن ياء النسبة (٧) لأنّ الأصل يهوديّون ومجوسيّون، واللام التي بمعنى الذي وقد تقدم ذكرها (٨) واللّام الزائدة كقول الشاعر (٩):


(١) الجنى، ١٢١.
(٢) هو سابق بن عبد الله البربري يكنى أبا سعيد شاعر من الزهاد وله كلام في الحكمة والرقائق، وهو من موالي بني أمية، سكن الرقة وكان يفد على عمر بن عبد العزيز روى عن عاصم وروى عنه الإمام الأوزاعي، وقد ورد البيت منسوبا له في تهذيب تاريخ ابن عساكر، ٦/ ٣٨ وبعده:
والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت ... أنّ السلامة منها ترك ما فيها
انظر أخباره في البيان والتبيين، ١/ ١٧٧ وتهذيب تاريخ ابن عساكر، ٦/ ٣٨ والأعلام، ٣/ ١١١.
(٣) لم اهتد إلى قائله.
(٤) في الأصل بهذا.
(٥) الكتاب، ٣/ ٣٢٥
(٦) في الكناش، ١/ ٢٩٣.
(٧) الكتاب، ٣/ ٢٥٤ - ٢٥٥ ومعاني الحروف للرماني، ٦٦
(٨) في الكناش، ١/ ٢٦٦.
(٩) نسب ابن منظور هذا البيت في لسان العرب، أبل، لعمرو بن عبد الحق وورد البيت من غير نسبة في المنصف، ٣/ ١٣٤ ومعاني الحروف، ٦٩ وأمالي ابن الشجري، ١/ ١٥٤ - ٢/ ٤١ والإنصاف، ١/ ٣١٨ وانظر لسان العرب المواد لوى وقنن وعزز ونسر. والعندم: دم الأخوين.

<<  <  ج: ص:  >  >>