للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخروج من كسر إلى ضمّ، ولم يعتدّوا بالساكن بينهما حاجزا لأنّ الساكن كالميّت، وتكون مفتوحة مع لام التعريف وميم التعريف وإنّما فتحت معهما ليفرّقوا بين دخولها على الحرف وبين دخولها على الاسم والفعل، وفتحت في كلمتي القسم أيضا وهي:

ايمن الله وايم الله لشبههما بلام التعريف في لزومهما موضعا واحدا وهو القسم ففتحت معهما كما فتحت مع لام التعريف (١).

واعلم أنّ هو وهي إذا اتصلتا بالواو/ أو الفاء أو لام الابتداء أو همزة الاستفهام جاز إسكانهما (٢) لأنّ قولك: وهو كعضد وقولك: وهي ككبد فسكنت الهاء فيهما تشبيها بضاد عضد وباء كبد، فمثال التسكين مع الواو قوله تعالى: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) ومع الفاء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٤) وقوله: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ (٥) وقوله: فَهِيَ كَالْحِجارَةِ (٦) جميع ذلك قريء بالإسكان والتحريك (٧) ومثاله مع لام الابتداء قوله تعالى: لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ (٨) ومثاله مع الهمزة قول الشّاعر: (٩)


(١) بعدها في الأصل مشطوب عليه «وأما الهمزة في نحو أكرم وأعط، فليست بهمزة وصل بل هي همزة من نفس الكلمة، وتسمى همزة قطع».
(٢) الكتاب، ٤/ ١٥١.
(٣) من الآية ٢٩ من سورة البقرة.
(٤) من الآية ٣٩ من سورة سبأ.
(٥) من الآية ٤٢ من سورة هود.
(٦) من الآية ٧٤ من سورة البقرة.
(٧) قال مكي في الكشف، ١/ ٢٣٤ قوله وهي وهو وفهي ولهي وثم هو قرأ ذلك أبو عمرو والكسائي وقالون بإسكان الهاء حيث وقع إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، وقرأ الباقون بضم الهاء من هو وكسرها من هي ... غير أن أبا عمرو ضم الهاء في ثم هو كالباقين، وقال ابن جماعة، ١/ ١٦٨ وقد قرأ على الأصل أي الضم أكثر القراء وهو لغة الحجازيين وقرأ بالسكون أبو عمرو والكسائي وقالون وهو لغة أهل نجد.
(٨) من الآية ٦٢ من سورة آل عمران.
(٩) البيت اختلف حول قائله فقد نسبه العيني في شرح الشواهد، ٣/ ١٠١ والأزهري في شرح التصريح، ٢/ ١٤٣ - والسيوطي في شرح شواهد المغني، ١/ ١٣٤ - ٢/ ٧٩٨ إلى زياد بن جمل ونسبه البغدادي في شرح شواهد الشافية، ٤/ ١٩٠ للمرّار العدوي، وورد البيت من غير نسبة في الخصائص، ١/ ٣٠٥ - ٢/ ٣٣٠ وشرح المفصل، ٩/ ١٣٩ ومغني اللبيب، ١/ ٤١ - ٢/ ٣٧٨ وشرح الجاربردي، ١/ ١٦٧ وحاشية ابن جماعة، ١/ ١٦٧،
وهمع الهوامع، ١/ ٦١ وشرح الأشموني، ٣/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>