للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا بني منها استفعل نحو: استعورت عينه فيصحّ حرف العلّة في المزيد فيه كما صحّ في عور وصيد لأنّ حكم المزيد فيه كحكم أصله.

ومنه: ليس وأصلها ليس بكسر الياء مثل علم، وإنما لم تقلب فيها الياء ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها لأنّهم ألزموها السكون ليكون ذلك إشعارا بأنها لا تنصرف فلم يقولوا في ليس لاس، كما قالوا في هيب هاب لأنّها لمّا كانت لا تتصرّف صارت مثل الحرف الساكن/ أبدا نحو: ليت ولقوّة مشابهة ليس بليت لم يقولوا:

لست (١) كما قالوا هبت، وقد جاء في صيد البعير: صيد وفي علم: علم بالإسكان فيهما مثل ليس وهو جائز فيها غير لازم، لأنّهما لم يشبها ليت كمشابهة ليس لها وصيد وعلم بالتسكين فرعان لصيد وعلم المتحركين، لأن فعل بسكون العين لا يكون في الأفعال (٢).

ومنه: صحّة العين في الاسم نحو: هو أقول الناس، من أقاله البيع (٣) وهو أبيعهم، لأن الاسم إذا جاء على مثال الفعل وليس فيه ما يفرق بينهما صحّح ليكون تصحيحه وإعلال الفعل فارقا بينهما، وأمّا صحّة العين في فعل التعجب نحو: ما أقوله من أقاله البيع وما أبيعه، فلكونه فعلا غير متصرّف فأشبه الأسماء فصحّح فيه حرف العلّة كما صحّح في الأسماء (٤)، وشذّ: أجودت والقياس أجادت لأنّ أصله الثلاثي جاد وهو قد أعلّ (٥) وكذلك شذّ: استروح إليه واستحوذ، ومعناه غلب، واستجود (٦) واستصوب والقياس استراح واستحاذ واستجاد واستصاب، وكذلك شذّ: أطيبت إذا جاءت بالطيب، وأغيلت إذا أرضعت ولدها وهي حامل، وأخيلت إذا تهيّأت للمطر، وأغيمت واستغيل والقياس: أطابت وأغالت وأخالت وأغامت واستغال وكذلك شذّ استنوق (٧)


(١) حكى الفراء أن بعضهم قال لست بكسر اللام، الهمع، ١/ ١١٥ وانظر الكتاب، ٤/ ٣٤٣.
(٢) المنصف، ١/ ٢٥٨.
(٣) يقال: أقاله يقيله إقالة، وتقايلا إذا فسخا البيع، وعاد المبيع إلى مالكه، والثمن إلى المشتري إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما. اللسان، قيل.
(٤) الكتاب، ٤/ ٣٥٠ وشرح المفصل، ١٠/ ٧٦.
(٥) الكتاب، ٤/ ٣٤٦ وشرح الشافية، ٣/ ٩٧.
(٦) يقال: استجدت الشيء وأعددته جيدا واستجاد الشيء وجده جيدا أو طلبه جيدا. اللسان، جود.
(٧) من قولهم في المثل قد استنوق الجمل، وهو مثل يضرب للرجل يكون في حديث ثم يخلط ذلك بغيره -

<<  <  ج: ص:  >  >>