للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين بين وألف التفخيم وألف الإمالة، والشين التي كالجيم، والصّاد التي كالزاي (١).

أمّا النون الخفيفة: فالمراد بها النون الساكنة في نحو: منك وعنك ومخرجها من الخيشوم وإنّما تخرج من الخيشوم إذا وليها حرف من خمسة عشر حرفا وهي القاف والكاف والجيم والشين والصّاد والضّاد والسين والزاي والطّاء والدّال والباء والظّاء والذّال والثّاء (٢) والفاء، فإنّ النون متى سكّنت وكان بعدها حرف من هذه الحروف فهي النون الخفيفة، ومخرجها من الخيشوم ولا علاج للفم في إخراجها لاختلالها بإمساك الأنف، والخيشوم الذي هو مخرجها هو أقصى داخل الأنف حيث ينجذب إلى داخل الفم فإن لم يكن بعدها حرف أو كان ولكن من غير الخمسة عشر المذكورة فهي التي من الفم وليست بالخفيفة (٣).

وأمّا همزة بين بين فهي التي تجعل بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها، فالمكسورة تكون بين الهمزة والياء، والمضمومة بين الهمزة والواو، والمفتوحة بين الهمزة والألف، فعلى ذلك تكون همزة بين بين ثلاثة أحرف فتصير الحروف المتفرعة المأخوذ بها في اللغة الفصيحة ثمانية لا ستة وإذا انضمت الثمانية إلى التسعة والعشرين صارت سبعة وثلاثين.

وأما ألف التفخيم: فهي التي ينحى بها نحو الواو كقولهم: الصلوة والزكوة/ وكتبت بالواو تنبيها على ذلك (٤).

وأمّا ألف الإمالة وتسمّى ألف الترخيم (٥): لأنّ الترخيم تليين الصوت وتنقيص (٦) الجهر فيه، وهي التي ينحى بها نحو الياء كقولك: عالم وأمّا الشين التي كالجيم ففي نحو: أشدق إذا أشربتها صوت الجيم لأنّ الشين حرف مهموس رخو


(١) الكتاب، ٤/ ٤٣٢ - والمقتضب، ١/ ١٩٤ وشرح الشافية، ٣/ ٢٥٤ - ٢٥٥.
(٢) غير واضحة في الأصل. وانظر شرح المفصل، ١٠/ ١٢٦.
(٣) نقل الرضي عن السيرافي قوله: ولو تكلف متكلف إخراجها من الفم مع هذه الخمسة عشر لأمكن بعلاج وعسر. شرح الشافية، ٣/ ٢٥٥
وانظر الكتاب، ٤/ ٤٣٢.
(٤) وهي لغة أهل الحجاز، ومن يليهم من العرب، ومن يليهم من ناحية العراق إلى الكوفة وبغداد، الكتاب، ٤/ ٤٣٢ وابن جماعة، ١/ ٣٣٩.
(٥) قال الجاربردي، ١/ ٣٣٩: ويسميه سيبويه ألف الترخيم، لأن الترخيم تبيين الصوت ونقصان الجهر فيه.
(٦) غير واضحة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>