للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الميم التي في «ما» مراعاة/ للفظ مع كون الأوّل حرفا ولم يصلوا «متى» وإن كانت «متى» مثل «أين» بما الحرفية، لما يلزم من تغيير الياء لقلبها ألفا لاتصال ما بمتى، فيقع الوهم فيها (١).

ومنه: أنّهم وصلوا أن الناصبة للفعل المضارع مع «لا» (٢) وحذفت في الخطّ نحو: أريد ألّا تخرج، لكثرتها في الكلام بخلاف أن المخففة فإنها تكتب منفصلة نحو: علمت أن لا تقوم، ونحو أن لا يقدرون على شيء (٣) لقلّة استعمال المخفّفة المذكورة، ووصلوا إن الشرطية أيضا إذا اتصلت بلا وما، نحو: إلا تفعلوه (٤) وإما تخافن (٥) وحذفت في الخطّ ليتأكد الاتصال، لأنّ هذه النون تحذف مع «لا» و «ما» وجوبا لفظا للادغام، فحذفت في الخطّ أيضا ليوافق الخطّ اللفظ، والمراد بهذا الحذف انقلاب النون في اللفظ لاما أو ميما للإدغام، لا حذفها من اللفظ بالكلية (٦).

ومنه: أنّهم وصلوا نحو: يومئذ وحينئذ في مذهب من (٧) يبني: يوم وحين بإضافتهما إلى «إذ» فمن (٨) ثمّ كتبت الهمزة ياء، وإلّا فالقياس أن تكتب ألفا لأنّها وقعت في الأول من (إذن) فهي مثل إبل، ولكن لما وصلت إذ بيوم وحين، صارت الهمزة كالمتوسطة، فصارت كالمتّصلة فدبّرت بحركة نفسها وهي مكسورة فمن ثمّ كتبت ياء (٩)، وقد تكتب أيضا كذلك وإن لم يكن مبنيا (١٠).


(١) قال الرضي في شرح الشافية، ٣/ ٣٢٦: يعني لو وصلت كتبت الياء ألفا فتكتب متى ما، كعلام وإلام وحتام، ولا أدري أي فساد يلزم من كتب ياء متى ألفا كما كتبت في علام وإلام، والظاهر أنها لم توصل لقلة استعمالها معها بخلاف علام وإلام.
(٢) الشافية، ٥٥٤.
(٣) من الآية ٢٩ من سورة الحديد.
(٤) من الآية ٧٣ من سورة الأنفال.
(٥) من الآية ٥٨ من سورة الأنفال.
(٦) الشافية، ٥٥٤.
(٧) هم الكوفيون.
(٨) زيادة يقتضيها السياق وفي الشافية، ٥٥٤. فمن ثم ...
(٩) تسهيل الفوائد ٣٣٥ وهمع الهوامع، ٢/ ٢٣٨.
(١٠) وهو الأكثر كما قال الرضي، ٣/ ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>