للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل دون دينه فهو شهيد» (١) .

٢- ولأنه قتل ظلما بيد كافر حربي فهو كقتل المعركة (٢) .

ويمكن مناقشة أدلة هذا القول بما يلي:

١- أن المراد بكونه شهيدا في الحديث أي: شهيد في الآخرة من حيث الأجر والثواب، أما في الدنيا فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه، كما في المبطون والغريق والمحترق، ونحو ذلك ممن سماهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهداء وغسلهم وصلى عليهم.

٢- وأما كونه مقتولا ظلما، فإنه كذلك لا يأخذ حكم شهيد المعركة في الدنيا فيغسل ويكفن ويصلى عليه.

لأن عمر وعليا وابن الزبير رضي الله عنه قتلوا ظلما وغسلوا وصلي عليهم (٣) .

ومما سبق يظهر أن الأسير إذا قتله العدو بعد انتهاء المعركة فإنه لا يأخذ أحكام شهيد المعركة فيغسل ويكفن ويصلى عليه، لأنه قتل في غير معركة فأختل شرط من شروط إلحاقه بشهيد المعركة، وهو شهيد في الآخرة إن كانت نيته من قتال الكفار إعلاء كلمة الله. والله أعلم.


(١) أخرجه أبو داود في سننه مع عون المعبود كتاب السنة باب في قتال اللصوص ح رقم ... (٤٧٥٧) وأخرجه الترمذي مع عارضة الأحوذي كتاب الديات، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد ح رقم (١٤٢١) قال الترمذي هذا حديث حسن.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى، كتاب قتال أهل البغي، باب من أريد ماله، أو أهله، أو دينه ح رقم (١٦٧٧٧) والنسائي في سننه كتاب تحريم الدم، باب من قاتل دون دينه ح رقم (٤١٠٦) وأحمد في المسند ج (٢/٢٩٨) ح رقم (١٦٥٢) .
(٢) الحاوي الكبير (٣/٣٦) .
(٣) حاشية الروض المربع (٣/٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>