للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي صحيح البخاري من حديث البراء بن عازب (١) رضي الله عنه (.. وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك، قال أبو سفيان: أعل هبل (٢) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل، قال أبو سفيان: لنا العزى (٣) ولا عزى لكن، فقال - صلى الله عليه وسلم - أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم..) (٤) .

جاء في زاد المعاد في سياق ذكر هذا الحديث عند قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كذبت يا عدو الله فكان في الإعلام من الإذلال للعدو، وبيان قوة المسلمين وأنهم لم يهنوا ولم يضعفوا ما يدعو العدو إلى الخوف من قوة المسلمين وبسالتهم، وكان في الإعلام ببقاء الثلاثة الذي سأل عنهم أبو سفيان بعد ظنه وظن قومه أنهم قد قتلوا من المصلحة وغيظ العدو والفت في عضده ما ليس في جوابه حين سأل عنهم واحدا واحدا (٥) .

وبهذا يتضح دور الأعلام المسموع في فت عضد العدو، وإرهابه وإذلاله.


(١) هو: البراء بن عازب بن الحارث بن عدي، الأنصاري الأوسي يكني أبا عمارة ويقال: أبو عمرو، أول مشاهده أحد وغزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة غزة، وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الجمل، وصفين والنهروان. نزل الكوفة، ومات بها سنة (٧٢ هـ) انظر: الإصابة (١/٤١١) ت رقم (٦١٨) وأسد الغابة (١/٢٠٥) ت رقم (٣٨٩) .
(٢) هبل: صنم يعبده المشركون ومعنى أعل: أظهر دينك. انظر: فتح الباري (٧/٤٧٧) .
(٣) العزي: شجرة عليها بناء وأستار بنخلة بين مكة والطائف، كان قريش يعظمونها. انظر: تفسير ابن كثير (٤/٢٥٥) .
(٤) صحيح البخاري مع الفتح كتاب المغازي باب غزوة أحد ح رقم (٤٠٤٣) .
(٥) زاد المعاد (٣/٢٠٢) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>